الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
طعام وسجاير المخرج على حساب بطلة الفيلم!

طعام وسجاير المخرج على حساب بطلة الفيلم!

عندما تشاهد فيلمًا سينمائيًا قديمًا من زمن الأبيض والأسود على شاشة القنوات الفضائية، فأنت تشاهد عملًا فنيًا مدته ساعتان، لكنك لا تعرف كواليس ودهاليز هذا العمل وكيف تم تصويره والحوادث التى تخللته.. إلخ.



خذ مثلًا فيلم «ليلى» بطولة «عزيزة أمير» حيث جاء إلى مصر شاب تركى اسمه «وداد عرفى» واتصل بالوسط الفنى على أساس أنه مخرج سينمائى وأن إحدى الشركات الألمانية قد أوفدته لمصر لاختيار ممثلين يظهرون فى أفلام هذه الشركة التى سيجرى تصويرها فى مصر.

فى تلك الأيام كانت الفنانة «عزيزة أمير» قد اختلفت مع مكتشفها يوسف وهبى وانفصلت عن فرقته المسرحية- فرقة رمسيس- وهو الذى اختار لها اسمها الفنى بدلًا من اسم «مفيدة محمد»!

وحسب ما يرويه الأستاذ والناقد الكبير سعد الدين توفيق فى كتابه الممتع «قصة السينما فى مصر»، الذى يروى التفاصيل المدهشة بقوله: كانت عزيزة أمير نجمة مسرحية لامعة قدمها يوسف وهبى بطلة لمسرحية الجاه المزيف التى ألفها خصيصًا لها ثم اختلفت مع يوسف وهبى واتجهت إلى تحقيق حلمها الذى عاش معها طويلًا وهو الظهور فى السينما، وأبلغها الكاتب الصحفى والمؤلف المسرحى «حبيب جاماتى» أن الشخص الذى يستطيع أن يحقق لها هذا الحلم هو «وداد عرفى» وهو الذى قدم لفرقة رمسيس عدة مسرحيات أشهرها «السلطان عبدالحميد» و«غليوم الثانى» وإيفان الرهيب التى مثلت فيها عزيزة أمير!

وأعد «جاماتى» لقاء للاثنين واستطاع «وداد عرفى» فى هذا اللقاء أن يقنع «عزيزة أمير» بإنتاج فيلم تقوم ببطولته يتولى هو إخراجه، وتمثيل دور البطل فيه!

وأقامت «عزيزة» فى منزلها بشارع البرجاس بجاردن سيتى أول استديو للسينما فى القاهرة، وحولت الدور الأرضى من الفيللا إلى معمل للتحميض والطبع، وقامت هى وزوجها الثرى «أحمد الشريعى» بشراء معدات التصوير من ألمانيا، وأنشأت شركة «إيزيس فيلم» وهى أول شركة سينمائية عربية! واتفقت مع «وداد عرفى» على إخراج فيلم «نداء الله» الذى كتب هو قصته، واشترط فى العقد أن تخصص له عزيزة أمير غرفة فى الدور الأرضى فى منزلها ليقيم بها، مع تزويده بالطعام والسجائر طول مدة العمل فى الفيلم، علاوة على نسبة الثلث من أرباح الفيلم!

وبدأ تصوير الفيلم فى منطقة أهرام سقارة وكان «وداد عرفى» يعمل فى بطء ظاهر لكى يستغل إلى أقصى حد شروط الاتفاق، وبعد انقضاء عشرة أشهر كان قد تم تصوير حوالى ألف وستمائة متر من هذا الفيلم الذى قام بتصويره «حسن الهلباوى» وكانت معظم هذه المشاهد يمثل «وداد» راكبا جوادا يجرى به فى الصحراء وهو يرتدى زى البدو!

وهنا بدأت الخلافات تدب بين عزيزة ووداد وحدثت مشكلة توقف بعدها العمل فى الفيلم!! وللحكاية تفاصيل أخرى!!