الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«روزاليوسف» وحرب الثعابين والأفاعى!

«روزاليوسف» وحرب الثعابين والأفاعى!

وسرعان ما عرفت مصر كلها أن حكومة محمد محمود باشا صادرت العدد 134 من مجلة «روزاليوسف»، ولم تقف الصحف المناصرة لحزب الوفد تتفرج على هذا الموقف بل قررت مساندة «روزاليوسف» إلى أقصى حد..



وصدر العدد 134مكرر وتكتب «روزاليوسف» تحت عنوان «شكر وعتاب» كلمة قصيرة قالت فيها:

«بعد هذه المحنة التى لم تصبنا فى الواقع بأكثر مما أصابت أسرة الصحافة تتقدم إلى زملائنا الذين شملونا بعطفهم فى مصادرة عدد «روزاليوسف» الأخير، وإذا كنا نخص بالذكر أحدًا فمحررى «البلاغ» و«الأهرام» و«كوكب الشرق» الفضلاء!

إن الطعنة التى وجهت إلينا وجهت إلى الصحافة كلها على اختلاف ألوانها واختلاف الأحزاب التى تنتمى إليها، وما كنا نظن الخصومة السياسية تُنسى الصحفى واجبه نحو زميله، الذى إن يكن حظه السيئ قد شاء أن يتخذه هدفه اليوم، فقد يشاء هذا الحظ فى سبيل المستقبل أن يتخذ له هدفًا سواه!

وإذا كان لنا أن نعتب على أحد فعلى «السياسة» (لسان حزب الأحرار الدستوريين) التى يتردد على لسانها اسم الدستور واسم صاحبة الجلالة الصحافة بأكثر مما يتردد المال على أكف المرابين!! والتى كان يجب عليها دون غيرها فى محنتنا ومحنة الدتسور لو أخلصت لنفسها ولهذا الدستور أن تخزى عنها العين ولو بكلمة، فكانت كلمتها أن أوغلت فى السكوت!

لا بأس فالعتب على النظر، والعز لم يدم لأحد حتى يظل فى دار «السياسة» إلى الأبد!. وفى ذكرياتها الصحفية تروى «زوزاليوسف» المزيد من كواليس تلك المعركة فتقول: «أنبرت جريدة البلاغ ـ وكانت وفدية مثلى فى ذلك الوقت ـ لتخطئة الحكومة فى شأن المصادرة وأخذت تنشر محتويات العدد المصادر حتى الصورة الكاريكاتورية إياها بحجة إيراد البراهين على أن ما نشرته المجلة ليس فيه ما يهدد النظام الاجتماعى باشمئناط أو خلع ضرس أو وجع رأس، وهكذا اطلع الناس على محتويات العدد المصادر ولم تحرك الوزارة ساكنًا ولم تصادر أعداد جريدة البلاغ»!

ظاهرة عجيبة ولا شك لم أتمكن من تفسيرها بأكثر من أن الوزارة كانت قد تورطت فى أمر المصادرة من غير تفكير وتحت تأثير خاص ثم تنبهت بعد ذلك إلى ورطتها!

أما مصدر هذا التأثير فهو الأستاذ فريد رفاعى مدير إدارة المطبوعات فى ذلك الوقت، وهو رجل أتيت على وصفه وأبنت أنه نفعى جرىء يسير مع الرابحة.. يغير مبادئه وأفكاره، وقد أخفق فى أن أغير خطتى وأبيع مضيرى فلم يجد بدًا من أن يزين لرئيس الوزراء أمر المصادرة ليبدو فى ثياب المخلص الأمين الغيور على الوزارة، وهكذا قام الأستاذ بتمثيل دور الدب الذى هو صديق جاهل!

وكانت جريدة «البلاغ» تشترك معى فى رد التحية على الجرائد الموالية للحكومة وهى «السياسة» و«الاتحاد» و«الأخبار»، أما مجلة الكشكول فكان حسابها خاصًا بى وهو حساب يدخل فى قائمة حسبة «برما» وأحاديثها من أحاديث الأفاعى والثعابين لا يتفهمه إلا «الحواة» أمثالى وأمثال زميلى الأستاذ «سليمان فوزى» صاحب الكشكول!

وقد هبت تلك الجرائد تبرر المصادرة بدعوى أنها وقعت من أجل المقال الذى عنوانه «الأمير أحمد سيف الدين وكيف اعتدى على الأمير أحمد فؤاد»، واعتبرته مقالًا فيه ما يمس مقام الجالس على عرش البلاد، وأخذت تضرب على هذه النغمة مقدمة إيانا إلى الجمهور بصفة أناس قليلى الأدب والحياء.

ولكن لما نشرت جريدة البلاغ المقال المذكور ووضح للجمهور كذب هذا الادعاء لم تجد تلك الجرائد بدًا من الاعتراف بأن المصادرة وقعت من أجل الصورة الكاريكاتورية.

وللمعركة تفاصيل أخرى!