الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
  منتجع حمام موسى بسيناء

منتجع حمام موسى بسيناء

أسعدنى الجمعة الماضى، أن أشاهد افتتاح اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء لواحد من أهم مقاصد السياحة العلاجية فى مصر، وتحديدًا فى مدينة الطور بسيناء من خلال عملية التطوير والتحديث لمنتجع حمام موسى. 



زرتُ هذا المكان منذ بضع سنوات.. مكان مهمل.. عيون المياه الكبريتية مطمورة، وتنساب فى مجارٍ مائية، كونت بركًا كبيرة أصبحت فيما بعد مستنقعًا، وبركة كبيرة من المياه العكرة تحتوى على طحالب وصارت بؤرة لنقل الأوبئة والأمراض.. كنت أتعجب من هذا الإهمال، الذى لحق ببقعة تاريخية مهمة يشهد على حقيقتها ما جاء فى القرآن الكريم فى قصة سيدنا موسى وبنى إسرائيل، والتى تدور عندما أراد موسى عليه السلام لقاء ربه، فأمره الله بصيام ثلاثين يومًا، ثم أمره الله أن يصوم عشرة أيام أخرى، فصامها، قال تعالى: «وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة، وقال موسى لأخيه هارون أخلفنى فى قومى وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرنى أنظر إليك قال لن ترانى  ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف ترانى فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين قال يا موسى إنى اصطفيتك على الناس برسالاتى وبكلامى فخذ ما ءاتيتك وكن من الشاكرين».

جهد مشكور لمحافظ جنوب سيناء اللواء خالد فودة، الذى أمر بإعادة إنشاء حمام موسى مرة أخرى، وقام بافتتاحه الجمعة الماضى.. هذا المنتجع الاستشفائى استغرق ما يقرب من ٥ سنوات لكى يعود مرة أخرى للحياة، يستقبل المصريين وأهل سيناء، من الشمال والجنوب، وحتى السياحة الأوروبية التى من المنتظر أن تجعل من عيون موسى أحد أهم مقاصدها السياحية ضمن برنامج زيارة شرم الشيخ فى جنوب سيناء. 

التصريحات الصحفية التى أدلى بها محافظ جنوب سيناء تدعو للتفاؤل، ومن وجهة نظرى كان أهم هذه التصريحات، ضرورة المُحافظة على جمال المكان بعد الافتتاح الأخير، وأن المحاسبة ستكون كبيرة للمسئولين، إذا تم إهمال المكان مرة أخرى، وأن المنتجع يعتبر خدمة لأهالى سيناء من البدو، ولذلك فلن تزيد ثمن تذكرة الدخول على ١٠ جنيهات فقط. 

منطقة حمام موسى تعد واحة للاستشفاء داخل صحراء مدينة طور سيناء، وتقع أسفل جبل موسى، ويتدفق منها مياه كبريتية لديها قدرة على شفاء العديد  من الأمراض الجلدية، والتهاب العظام، والتئام الجروح، كما تضم بحيرة الطحالب التى تعالج مشاكل الشعر وتجميل البشرة وتضم عددًا من العيون الكبريتية، تصل درجة حرارتها إلى 37 درجة مئوية، وتعد واحة من النخيل داخل صحراء سيناء، وهذه العيون الكبريتية أثبتت الدراسات أنها لديها القدرة على علاج العديد من الأمراض الجلدية والروماتيزم، وتصل المساحة لهذا المنتجع الاستشفائى فى مدينة الطور ما يقرب من  628 ألف متر مربع، وتضم حمام العيون الكبريتية مغطى بقبة من الطوب الكاترينى لمراعاة خصوصية من ينزلون به،  ويجرى السماح لنزول السيدات فيه ساعة، وساعة للرجال بالتناوب على مدار اليوم، إضافة إلى حمامات السباحة وأشجار النخيل، ومقاعد للزوار، كما يضم منطقة شاطئية بمساحة 477 ألف متر مربع، وتضم مجموعة من الغرف السياحية حسب ما أكده المسئولون فى مدينة طور سيناء.. بالجهد والإخلاص ومحبة الوطن تستطيع أن تنتقل مصر إلى العالمية، وبالإرادة والعزيمة يتحقق المستحيل وقد خلقت الصعوبات فى الحياة من أجل الرجال وأصحاب العزائم التى لا تلين.. بلدنا فيه أماكن ساحرة لا مثيل لها فى العالم، فقط تحتاج إلى جهود مخلصة من المسئولين، كل فى موقعه حتى نخرج من الأزمات التى لحقت بنا نتيجة التراخى وعدم المبالاة.. الذهب فى باطن الأرض، يحتاج من يبحث عنه، وكذلك مناطق الاستشفاء فى العديد من المحافظات تحتاج إلى نظرة من المسئولين، وبإذن الله سوف استمر فى كتابة هذه السلسلة من المقالات الداعمة للسياحة والسياحة العلاجية تحديدًا فى بعض المحافظات، وكيفية الاستفادة من هذه المناطق التى تساعد على زيادة الدخل القومى العائد من السياحة النظيفة التى تلقى رواجًا كبيرًا فى السنوات المقبلة.. تحيا مصر.