الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 البنت زى الولد

البنت زى الولد

منذ عدة أيام كنت ضيفا على أحد البرامج الحوارية الشهيرة بمدينة الإنتاج الاعلامى فى السادس من أكتوبر، ولأن المدينة كانت فى الماضى تعتبر بعيدة عن العمران فلقد دأبت القنوات على اصطحاب الضويف بسيارة تأخذهم من المنزل إلى الاستوديو وبعد انتهاء اللقاء تعود بالضيف إلى منزله مرة أخرى.



فى المرة الأخيرة وجدت أن سائق السيارة سيدة، فى البداية شعرت ببعض الحرج وربما بعض التوتر من الفكرة، فالحديث عن قيادة السيدات لا يخلو من الكثير من السخرية ولكن بعد دقائق من القيادة وجدت أن السائقة ماهرة جدا وفى غاية المهنية، فى منتصف الطريق بادرتنى قائلة: «مارأيك فى قيادة السيدات يا فندم؟»، السؤال جاء مباغتا ولكن اجابتى جاءت سريعة وصادقة حيث أعربت لها عن اعجابى بأسلوب القيادة وبما اعترانى من قلق وكيف سرعان مازال.

أتذكر فى إحدى رحلات الطيران أن أتانا صوت قائد الطائرة قبل الاقلاع يتمنى لنا رحلة سعيدة، المدهش أن الصوت كان نسائيا، فى البداية لم استوعب الموقف لدرجة اننى استوقفت أحد افراد طاقم الطائرة من الرجال وسألته من الذى سيقود الطائرة وكان رده السريع مع ابتسامة بسيطة أن القائد هى الكابتن (...).

فى الحقيقة لم أستطع طوال الرحلة أن أشعر بالارتياح المعتاد ولكن بعد أن هبطت الطائرة وأعدت تقييم الإقلاع والطيران والهبوط وجدتنى فى غاية الاعجاب لدرجة اننى فكرت فى انتظار الكابتن لأشكرها بنفسى وهو ما لم يحدث.

أتذكر منذ عدة سنوات كنا فى مهمة تدريبية فى برلين وأثناء رحلة العودة من الفندق الى المطار كانت سائقة الاتوبيس سيدة أيضا، أتذكر كيف كنا نضع الحقائب فى باطن الحافة وكيف أن السيدة تركت مكانها وجاءت لحمل الحقائب معنا لمساعدتنا على الانتهاء سريعا بكل قوة وحماس.

المشاهد السابقة عندما أضعها بجوار بعضها البعض مع مشاهد أخرى لسيدات نجحن فى اقتحام عالم الرجال أشعر بأننا بالفعل فى القرن الواحد والعشرين حيث لم تعد النساء يخترن الوظائف التى يرون أنها تناسبهن ويتركن وظائف أخرى، تذكرت أيضا كيف كنا وكانت الأجيال السابقة من المهندسين يرون أن بعض الأقسام الهندسية لا تناسب البنات مثل أقسام الهندسة المدنية والميكانيكية مثلا، أتذكر هذا وأنظر اليوم إلى المهندسات الناجحات فى تلك المجالات وأتطلع إلى اليوم الذى يكون معيار اختيار المتقدم للوظيفة هو الكفاءة فقط بغض النظر عن النوع وهو يوم أراه قريبا أو هكذا أعتقد.