الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الرقابة تحذف مشهد الطبلية من الفيلم!

الرقابة تحذف مشهد الطبلية من الفيلم!

كان حلم عمر الفنانة «عزيرة أمير» أن تمثل فى السينما بعد أن لمعت وتألقت كفنانة مسرحية فى فرقة يوسف وهبى، وهو ما حدث بالفعل عندما تقابلت مع المخرج التركى «وداد عرفى» الذى اتفق معها على إخراج أول فيلم لها وسيكتبه بنفسه.



وبعد عشرة شهور من التصوير اكتشفت أن وداد عرفى قام بتصوير نفسه وهو يركب حصان ويرتدى الزى البدوى، وبدأت الخلافات تدب بينهما بل توقف العمل فى الفيلم.

ويروى الناقد السينمائى الكبير سعد الدين توفيق فى كتابه الممتع قصة السينما فى مصر فيقول: أراد وداد عرفى أن يظهر فى أحد المشاهد بعد أن تظهر على الشاشة لوحة عليها عبارة الفتى العربى الجميل، وكانت اللوحات تحل محل الحوار فى الفيلم الصامت فى الأفلام الناطقة، واعترضت عزيزة وشركاؤها على هذه العبارة وتمسك بها وداد إلى حد أنه هدد بأنه لن يعمل إلا إذا سُجلت هذه العبارة!

أكثر من هذا أن الشركاء اكتشفوا أن كل ما صوره وداد لا يصلح لأن يكون فيلما، فهو لا يعدو أن يكون مشاهد تفرقة لا رابط بينها، عندئذ كلفت عزيزة أمير أحد زملائها فى تمثيل الفيلم وهو الصحفى «أحمد جلال» بإعادة كتابة القصة بحيث يمكن استغلال ما يمكن استغلاله مما تم تصويره فكتب أحمد جلال القصة الجديدة وأطلق عليها اسم ليلى وقام استفان روستى بإخراج الفيلم بينما تولى تصويره مصور إيطالى اسمه «تبليو كارين».

وبعد أن يقوم سعد الدين توفيق بشرح أحداث الفيلم - وكما شاهدناه جميعًا على شاشة السينما والتليفزيون يقول: قامت عزيزة أمير بدور ليلى، وأحمد الشريعى بدور الطبيب واستفان روستى بدور «رءوف» وأحمد جلال بدور سالم والمطربة بمبة كشر بدور سلمى ومارى منصور بدور الممرضة وظهرت آسيا داغر فى دور ثانوى!!

وبلغ ما أنفقته عزيزة على إنتاج الفيلم ألف جنيه تقريبًا، وقد حذفت رقابة السينما مشهدا من الفيلم تظهر فيه طبلية تتناول عليها الأسرة طعامها!

وبعد أن أصبح الفيلم معدا للعرض حاولت عزيزة أمير أن تجد واحدًا من أصحاب دور العرض الكبيرة يوافق على عرضه فى داره ولكنها وجدت منهم إعراضا فقد كانوا يشكون فى نجاح هذه المحاولة على اعتبار أنها لا تختلف عن المحاولات السابق ذكرها، وأخيرا اتفقت عزيزة مع موصيرى صاحب سينما متروبول على استئجارها لمدة أسبوع بمبلغ ثلثمائة جنيه أى أنها عرضت الفيلم على حسابها!

وأقيمت حفلة كبيرة ليلة افتتاح العرض يوم 16 نوفمبر سنة 1927 دُعى إليها كثيرون من البارزين ومنهم محمد طلعت حرب وأمير الشعراء أحمد شوقى وحقق الفيلم نجاحًا طيبًا، ورحبت به الصحافة ترحيبًا شديدًا ونقلت كلمات طلعت حرب لعزيزة أمير: لقد حققت يا سيدتى ما لم يستطع الرجال أن يفعلوه!! وللحكاية بقية وتفاصيل!!