الجمعة 19 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إعادة الوجه الحضارى للقاهرة التاريخية

تستمر الدولة فى تنفيذ العديد من المشروعات التى تسهم فى استعادة الوجه الحضارى لمختلف مناطق القاهرة التى تزخر بالعديد من المواقع التاريخية والتراثية عبر مر العصور، والعمل على إتاحة الفرصة لمثل تلك المواقع فى جذب المزيد من حركة السياحة الوافدة لها للتعرف عن قرب على تاريخ هذه المواقع التى سجلت مشاهد لحضارات متعاقبة، وفى هذا الصدد قام الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، أمس بجولة تفقدية افتتح خلالها عددًا من المواقع الأثرية والتراثية التى شهدت الانتهاء من أعمال الترميم والصيانة، يرافقه اللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، و أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، واللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة.



وفى غضون ذلك، استمع رئيس الوزراء إلى شرح من وزير السياحة والآثار، حول ما تم تنفيذه من أعمال لترميم سور مجرى العيون، الذى أوضح خلاله أن مشروع الترميم والصيانة لهذا الأثر التاريخى، تضمن أعمالًا تتعلق بالسور نفسه، والسواقى الخشبية المقامة أعلاه، وكذا إزالة التعديات التى كانت متواجدة على السور والحرم الأثرى له، كما تضمنت الأعمال معالجة وتنظيف الأحجار، وصيانة الأشغال الخشبية والأرضيات بالممرات الداخلية وتأهيل السلالم، ورفع كفاءة محيط الأثر.

وسرد الوزير، خلال حديثه، لمحة تاريخية عن سور مجرى العيون والهدف من إقامته، حيث أشار إلى أن قناطر مياه سور مجرى العيون، يرجع تاريخ إنشائها إلى السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبى، موضحًا كذلك ما مر به هذا الأثر من تطوير خلال الحقب التاريخية المختلفة.

وفى هذا الصدد، أكد رئيس الوزراء، أهمية العمل على إبراز الملامح والصورة الطبيعية للمنطقة المحيطة بالسور، وإقامة عدد من الحدائق والخدمات، بما يخدم السائح الوافد لتلك المنطقة، ويعكس المظهر الجمالى للأثر، مع الحد من إقامة أى مبان قد تضر بالشكل الطبيعى الأثرى للمنطقة.

كما انتقل «رئيس الوزراء» ومرافقوه، إلى «الكنيسة المعلقة» بمنطقة مجمع الأديان بمصر القديمة، حيث كان فى استقباله الأنبا يوليوس، أسقف الخدمات العامة وأسقف عام كنائس مصر القديمة، والذى بدوره قام باستعراض أبرز ملامح الكنيسة المعلقة، موضحًا أن الكنيسة تقع فى حى مصر القديمة فى منطقة القاهرة القبطية الأثرية، وهى أشهر كنيسة قبطية مسيحية فى القاهرة بنيت على الطراز البازيليكى، ويعزى سبب تسميتها بهذا الاسم لأنها بنيت على برجين من الأبراج القديمة للحصن الرومانى «حصن بابليون».

وخلال تفقد الكنيسة المعلقة، دون الدكتور مصطفى مدبولى، كلمة فى سجل الزوار، قال فيها: «شرفت  بزيارة هذا المكان المقدس، والمحبب لكل المصريين، وهى الكنيسة المعلقة، وأتمنى من الله دوام التقدم والرقى لكل القائمين على هذا الصرح التاريخي».

وعقب ذلك توجه الدكتور مصطفى مدبولى، إلى «حصن بابليون» حيث قام بافتتاحه بعد إعادة ترميمه، مستمعًا إلى شرح من وزير السياحة، الذى أوضح أن مشروع ترميم وتطوير «حصن بابليون» تضمن تطوير الجزء الجنوبى من الحصن الموجود أسفل الكنيسة المعلقة، والمسمى ببوابة عمرو، وذلك بعد الانتهاء من أعمال المرحلة الأولى من المشروع، والتى شملت تنظيف جميع واجهات الحصن الخارجية والداخلية، كما تضمنت الأعمال تطوير منظومة الإضاءة بمختلف أجزاء الحصن، والتى ساهمت فى ظهور الجمال المعمارى للحصن، مضيفًا أنه تم معالجة الجدران وتكحيل العراميس، لتوضيح شكل الأحجار المتواجدة وترميم الأجزاء المتدهورة منها، وعمل تغشية للشبابيك الخاصة بالحصن بمشاركة معهد الحرف الأثرية بالمجلس الأعلى للآثار، وكذا العمل على إتاحة العديد من الخدمات لزائرى الموقع.

كما شهد رئيس الوزراء، افتتاح معبد «بن عزرا» أحد أقدم المعابد اليهودية فى مصر، بعد الانتهاء من أعمال ترميمه، وقال وزير السياحة: «إن مشروع ترميم المعبد تضمن أعمال الترميم المعمارى الدقيق، فضلاً عن أعمال معالجة ودرء الخطورة لأسقف المعبد، وعزل الأسطح بأفضل أساليب العزل وتنظيف الأحجار ومعالجتها وإعادة تنسيق الموقع بالشكل الملائم الذى يتيح الرؤية البصرية للأثر، بالإضافة إلى صيانة منظومة الإضاءة بالكامل، وتنظيف الوحدات النحاسية والحديدية وأعمدة الرخام فضلًا عن أعمال ترميم الزخارف الأثرية والمكتبة».

وأضاف «عيسى»، أن معبد «بن عزرا» يعد واحدًا من أهم وأقدم المعابد اليهودية فى مصر، حيث كان يضم العديد من نفائس الكتب المرتبطة بعادات وتقاليد اليهود وحياتهم الاجتماعية فى مصر، بالإضافة إلى «الجنيزا» الخاصة باليهود فى مصر وهى مجموعة من الكتب واللفائف والأوراق الخاصة بهم وتمثل أهمية لدى الدارسين والباحثين المهتمين بالحياة الاجتماعية لليهود فى مصر، مشيرًا إلى أن المعبد ينسب إلى إبراهام بن عزرا فى القرن الـ12 م، وقد أعيد بناؤه فى القرن الـ19 م، أما عن تخطيط المعبد فهو مستطيل مساحته نحو 3500 م، ذو واجهات خالية من الزخارف، وبالنسبة للمعبد من الداخل فيتبع الطراز البازيليكى.