الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الذكاء الاصطناعى وعلوم الدين

الذكاء الاصطناعى وعلوم الدين

منذ عدة أيام طلبت من أحد برامج الذكاء الاصطناعى أن يقوم بإعداد وتقديم خطبة جمعة وجاءت النتيجة متزنة إلى حد ما، لم يكن بها أى إطالة أو ما قد يبدو خارجا عن أصول الشريعة والدين، أو هكذا أعتقد.



وعلى الرغم من ذلك فإن عددا من الملاحظات والتعليقات أتتنى بعد نشر المقال منها الرافض تماما لاستخدام تلك التقنية فى الحصول على أى محتوى دينى، البعض الآخر أبدى إعجابه من أسلوب العرض المتضمن لنقاط محددة لكل جزئية من جزئيات الخطبة، البعض الآخر اعترض على خلو الخطبة من الاستشهاد بأى آية من آيات القرآن الكريم أو حتى من الأحاديث النبوية الشريفة، صديق آخر أبدى ملاحظة ذكية مفادها أن الخطبة أتت متتالية بدون فاصل فى المنتصف مثلما هو معمول به.

البعض الآخر من المتخصصين أفاد بأن هذه الخطبة هى مجرد تجميع لأجزاء من خطب أحد التيارات الدينية وهذا أمر معروف يمكن تبينه من بعض العبارات والتراكيب اللغوية المتكررة.

وبغض النظر ومع احترامى لكافة الآراء والتى أشرت إلى بعضها فى الفقرة السابقة فإن الأمر بالفعل جد خطير ولابد لنا أن نتعامل معه تعاملا صحيحا فلا مكان نستطيع فيه أن ندفن رءوسنا فى الرمال ولا يجب أن نفعل ذلك أيضا.

ونتيجة لذلك حاولت أن أتجه بالسؤال إلى منطقة الأحاديث النبوية الشريفة وبالتحديد طالبت هذا التطبيق بتقديم تعريف للأحاديث الموضوعة وعددها، فجاءت الإجابة بأن عددها غير معلوم على وجه الدقة  فهذا بحسب رد الذكاء الاصطناعى يختلف باختلاف التعريف الذى يعتمد عليه الباحث فى تصنيف الحديث.

أضاف التطبيق أيضا مجموعة من القواعد التى تمكن-إلى حد ما- من معرفة الحديث الصحيح من الموضوع منها الخروج على قواعد اللغة العربية والبلاغة والخروج عن قواعد الدين والعقل والخروج عن السيرة النبوية العطرة والخروج عن قواعد الأخلاق والفضائل والخروج عن قواعد التاريخ، والحقيقة أن تلك القواعد وإن كانت تبدو موضوعية إلا أنها تفتقر إلى القواعد الأساسية المعروفة فى علم الحديث.

الأغرب والأخطر أن التطبيق أشار إلى أمثلة من الأحاديث الموضوعة ومنها حديث: «من كذب على متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار.» وحديث: «خيركم من طال عمره وحسن عمله»، وهو ما أثار استغرابى ودفعنى للبحث عن مدى صحة هذين الحديثين فى المصادر الموثوقة و كانت المفاجأة أن هذين الحديثين هما من الأحاديث الصحيحة وهو ما يفتح الباب لضرورة الانتباه إلى ما تقدمه تلك التطبيقات وإلى سبل التعامل مع مخرجاتها. وللحديث بقية