الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«روزاليوسف» فى الصحافة الإنجليزية والفرنسية!

«روزاليوسف» فى الصحافة الإنجليزية والفرنسية!

«مصادرة مجلة «روزاليوسف» تحت هذا العنوان حرص المؤرخ «أحمد شفيق باشا» فى كتابه الضخم «حوليات مصر السياسية» (1120 صفحة) أن يروى تفاصيل ما جرى فى شهر يوليو سنة 1928 فيقول:



السيدة «روزاليوسف» ممثلة كان لها فى عالم المسرح شهرة ثم انصرفت عن العمل فى المسرح إلى نقد العاملين فيه، وأنشأت لذلك صحيفة أسبوعية خلعت عليها اسمها فلما وقعت الفُرقة بين الأحزاب تلمّس الوفد صحيفة أسبوعية على شاكلة «الكشكول» تجرى فيها الأقلام بالنقد التهكمى فمالت إليه «روزاليوسف» وأصبح للوفد كاتبان يسودان أكثر صفحات المجلة بالتهكم على الوزارة والسخرية منها.

وفى يوم الأحد انتظر قراء «روزاليوسف» صدورها على عادتها وإذا بالصحف تنبئ بمصادرتها قبل موعد صدورها بيوم، ولم يتلمس الناس سببًا لهذه المصادرة فقد كان السبب واضحًا، وذلك أن «روزاليوسف» فى عددها المصادر كانت تتضمن فصلا عن قضية «سيف الدين» قيل إن لهجته تمس بعض ذوى المقامات، كما أنه كان بين صورها واحدة تمثل محمد محمود باشا واطئًا الدستور بقدميه ليرقى إلى كرسى الرياسة.

على أن صاحبة المجلة رفعت دعوى عاجلة على وزارة الداخلية نُظرت فى اليوم الثالث لمصادرة العدد ثم أُجلت بضعة أيام وانتهى أمرها ببراءة الوزارة وقد نشرت جريدة «البلاغ» كثيرًا مما كان يتضمن العدد المصادر من صور ومواويل وأزجال وما إليها.

ثم يتطرق أحمد شفيق باشا إلى اجتماع الهيئة الوفدية وخطبة النحاس باشا وحديثه عن «روزاليوسف» فقال: وقف دولة الرئيس فخطب الحاضرين ساعة ألمّ فيها بالحالة السياسية الحاضرة ثم تكلم عن حادثة مصادرة أعداد مجلة «روزاليوسف» وبّين أن هذا مخالف للمادة 15 من الدستور، مخالف لأبسط مبادئ الحرية ومخالف للقانون وأنه حادث غريب ليس له مثيل، وإذا كان القوم قد أرادوا أن يمنعونا من أن نتنفس فى برلماننا، فهل يريدون ألا نتنفس فى صحافتنا؟

ثم قال دولته إن الأمر سيكون فى يد القضاء يفصل فيه بالعدل وبمقتضى الدستور والقانون!

على أن الصورة الرمزية التى صادرها البوليس من مجلة «روزاليوسف» تمثل رئيس الوزارة يطأ الدستور بقدمه، وهذا يعبر عما يقوله كل مصرى من أن دولته ـ أى محمد محمود باشا ـ رئيس الوزراء قد وطأ الدستور بقدمه أولا بتأليف وزارته ضد إرادة البرلمان ثم بتأجيله!

وهذا نقد مباح أقرته المحاكم فى أحكامها، بل أقرت ما هو أكثر تطرفًا منه كالصور التى تنشر فى جريدة الكشكول!

وفى ذكرياتها الصحفية تقول «روزاليوسف»: وقف النحاس باشا يخطب فى حفل كبير اجتمع بسراى آل لطف الله بالجزيرة منددًا بتدخل الوزارة فى الحد من حرية الصحافة بل  وخنقها وصرخ بالصوت العالى: وها هى صحيفتنا «روزاليوسف» تصادر، مقدمًا بذلك البرهان على ما يذهب إليه فى اتهامه.

وعلقت جريدة «التيمس» على خطبة النحاس بها وتبعتها فى ذلك بعض الجرائد الإنجليزية والفرنسية، ففرحت إذ رأيت اسم مجلتى تتناقله الصحف الأجنبية، ورأيت فى هذا «فدية» ما نالتنى من أضرار المصادرة وآلامها، فأصبحت ومصر لا تسعنى، وصرت لا أمشى ولا أقعد إلا وأنا محاطة بفرسان الشرف الثلاثة وهم الأستاذ «التابعى» وأحمد حسن وإبراهيم خليل ووظيفتهم جمع الأكاليل التى كنت أتصور إنها تنهال علىّ من كل جانب!».

وللذكريات بقية