الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الفضاء الإلكترونى والوسائل العصرية للخطاب الدينى

الفضاء الإلكترونى والوسائل العصرية للخطاب الدينى

نتيجة لاقتحام أنظمة الذكاء الاصطناعى جميع مجالات الحياة ومنها بالطبع مجال الدعوة ومفاهيم الدين مثلما أشرت فى مقال سابق احتوى على خطبة جمعة قام بتقديمها أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعى والمقال الآخر والذى أشرت فيه إلى الأحاديث الموضوعة ورأى التطبيق فيها مع ما جاء به من أخطاء فى التوصيف وفى الأمثلة المستدل بها.



وفى استجابة سريعة من وزارة الأوقاف المصرية شرفت بحضور ورشة عمل تحضيرية عُقدت بمقر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بعنوان: «آلية استخدام الذكاء الاصطناعى فى الخطاب الدينى»، برئاسة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وعدد من قيادات الوزارة وكذا أيضًا عددًا من المتخصصين فى مجال تقنيات الذكاء الاصطناعى ورشة العمل جاءت تمهيدًا لافتتاح أعمال المؤتمر الدولى الرابع والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذى سيعقد فى الفترة من (9 - 10) سبتمبر 2023م برعاية من الرئيس عبدالفتاح السيسى، تحت عنوان: «الفضاء الإلكترونى والوسائل العصرية للخطاب الدينى .. بين الاستخدام الرشيد والخروج عن الجادة».

أشار معالى الوزير فى بداية الورشة إلى أن الأدوات والوسائل لا يمكن الحكم عليها فى ذاتها بالقبول المطلق أو الرفض المطلق، فالسكين التى تقطع وتذبح لا غنى عن منافعها شريطة تجنب مضارها، والنار التى تحرق لا غنى أيضًا عن منافعها واستخداماتها الرشيدة شريطة تجنب مضارها، وكذلك صناعة السلاح الذى لا غنى عنه لحماية أمن المجتمعات والأوطان والدفاع عنها، فإنه قد يكون مكمن خطورة إذا وقع فى يد الإرهابيين والمتطرفين ومن يسيئون استخدامه، بل القلم أيضًا قد يكون وسيلة رشاد أو آلة سباب، كلها أدوات ووسائل يمكن أن توجه للخير أو للشر، وهذه هى الحال نفسها فى سائر وسائل الاتصال الإلكترونى التى يمكن أن نستخدمها فى كل ما يخدم العلم والدعوة والبشرية وتيسير سبل التواصل، كما يمكن استخدامها للهدم على نحو ما تفعل الجماعات الإرهابية والمتطرفة.

كما أكد وزير الأوقاف أن الذكاء الاصطناعى وسيلة وأداة يجب أن نوظفها وبقوة فى كل ما يحمل الخير ويحقق النفع للإنسانية جمعاء، وسنبذل وسعنا لتوظيفه فى خدمة مشروعنا الدعوى، فلم يعد لدينا أدنى رفاهية أو فسحة من الوقت لاقتحام عالم الفضاء الإلكترونى بشجاعة وتوظيف جميع التقنيات الحديثة وفى مقدمتها الذكاء الاصطناعى فى خدمة مشروعنا الدعوى العلمى التثقيفى الهادف إلى نشر الفكر الوسطى المستنير الذى يبنى ولا يهدم، ويعمر ويصنع الحضارة الإنسانية الشاملة الراقية.

أعتقد أن هذه المبادرة الكريمة والسريعة للتعامل مع مستجدات العصر سيكون لها بالغ الأثر فى التعريف والتوعية بهذا القادم الجديد وما يمكن ان يقدمه من محتوى وكيف يمكن للأئمة ورجال الدين وكذا أيضًا المسلم العادى التعامل معه بصورة فعالة تعلى من الفائدة وتقلل من المضار الحادثة والمتوقعة وهو ما سيكون محور النقاش والدراسة خلال يومى المؤتمر.