الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الحاجة وعكسها

الحاجة وعكسها

القاعدة فى الحاية أنه لا توجد قاعدة محددة، فلكل أمر أسلوب ولكل موقف ملابساته التى تفرض معطيات وتؤدى إلى نتائج ولا يوجد شخصان على وجه الأرض متطابقين تمامًا، حتى على مستوى الاستجابة للأدوية والعقاقير، وليس معنى ذلك أن الجميع مختلف تمامًا وبالكلية عن الآخر بالطبع توجد نقاط تماس ومواضع للتطابق ولكن دائما ما نجد شيئا مختلفا، شيئا يميز كل إنسان عن الآخر، تكمن الحكمة فى معرفة أوجه التطابق ونقاط الاختلاف، وتستمر الحكمة فى أن نعرف كيف نتعامل مع الاختلاف ولا نحوله إلى خلاف وكيف نستفيد من مناطق التطابق والتشابه.



المقدمة السابقة عامة والصيحة فى هذا الإطار تعتمد على الخبرة والمواقف التى مر بها كل انسان ولذلك لا أنبهر كثيرا من ما يقوله من يدعون الحكمة أو يعتلون منبر النصح، فكل شخص يتحدث من وجهة نظره وبناء على تجربته الشخصية، تكون المشكلة أكبر عندما يقوم البعض باستحضار تجربة أشخاص آخرين ويحاول أن ينسبها إلى نفسه أو يحاول أن يجعلها نصيحته المفضلة.

الأمثلة كثيرة ولناخذ عالم الفن نجد البعض يقول بان النجم يولد نجما ولا يصح أن يبدأ بداية متواضعة فيما يشير آخرون إلى أن النجم الحقيقى لا بد من أن يبدأ السلم من أوله، البعض أيضا يخلط بين الاجتهاد والصدفة ويذهب البعض من الحمقى إلى اعتماد الصدفة كأسلوب حياة.

أمثلة أخرى على الاختلاف، أن تجد اثنين من المرضى المصابين بنفس المرض ويحتاجان إلى نفس العلاج، عندما يقدم العلاج اليهما يشفى أحدهما ويموت الآخر، فما السبب فى ذلك، من المؤكد أن السبب خفى وأن التطابق الظاهرى الذى نراه ليس هو كل الحقيقة.

إذا كيف الخلاص من تلك المعضلة وأين الحل؟، ببساطة يكمن الحل فى أعمال العقل وتقدير الظروف والايمان بالحدس والالهام أيضا، أى أن يعمل العقل والقلب معا لينتجا قرارا متوازنا وهوامر فى غاية الصعوبة نظرا لاحتمالية طغيان أحد العناصر على العنصر الآخر أو تاثر الشخص بآراء الآخرين.

الحل أن تكون نفسك وأن تستند فى مشوار حياتك على العقل والقلب معا، فبدون ذلك التوازن لن تصل إلى نهاية مرضية فى أى أمر من الأمور.