الإثنين 7 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الأمية الجديدة

الأمية الجديدة

تعرف الأمية بحسب الأمم المتحدة على أنها عدم القدرة على قراءة وكتابة جُمل بسيطة فى أى لغة. ولأساسيات القراءة والكتابة وليست للمستويات المتطورة منها، وفى هذا الصدد أوضحت اليونسكو أن نسبة الأمية على مستوى العالم فى الأشخاص البالغين تبلغ نحو 17% وأن الهند هى أعلى معدل أمية بين الدول جميعها حيث وصل عدد الأميين إلى 286 مليون شخص.



ومع الدخول فى عصر المعلومات، ظهرت مصطلحات جديدة لأمية مختلفة تحت عنوان الأمية الرقمية أو الالكترونية وتعرف بأنها عدم القدرة على التعامل مع مستجدات العصر من حواسب آلية وهواتف ذكية وخدمات رقمية وخلافه، وعلى الرغم من ارتباط المفهومين معا إلا أنه فى بعض الحالات نجد أشخاصًا لا يقرأون ولا يكتبون ولكن ومع ذلك يستطيعون التعامل مع التقنيات الحديثة بدرجة معقولة ولا إزيد أن قلت إن هذا التعامل وهذا الاحتياج وهذا الشغف قد ساعدوا كثيرًا فى محو الأمية لديهم تدريجيا.

ومع تطور الأنظمة الرقمية وتزايد معدلات التحول الرقمى ودخوله فى جميع مناحى الحياة فإن نوعًا جديدًا من الأمية يمكن أن نطلق عليه «أمية التطبيقات» قد بدأ فى الظهور، فليس الأمر هنا مرتبط بالقراءة والكتابة أو بالقدرة على تشغيل الحواسب والهواتف بل إن الأمر قد اصبح مرتبطًا بالقدرة على العمل على تطبيقات بعينها سواء تلك التى تستخدم فى الأمور العامة أو حتى المتخصصة، فمن لا يعرف كيف يستخدم برامج كتابة النصوص أو معالجتها أو برامج التصميم الجرافيكى مثلا فإنهم يعتبرون أميين أيضا، أدوات الذكاء الاصطناعى المنتشرة خلقت أيضا نوعا جديدا من الأمية هى أمية التعامل مع الذكاء الاصطناعى ولذلك فإن مفهوم التعلم المستمر لن يتوقف بل على العكس أصبح أكثر تجديدا وأكثر الحاحا ليتمكن إنسان العصر من التعامل مع كل تلك المستجدات بأقل قدر ممكن.

الطريف فى تلك الأمية الجديدة أن غالبية الناس لا يخجلون منها كالخجل من الأمية التقليدية وكذا أيضا فإن وسائل محو تلك الأمية أصبحت فى غاية السهولة واليسر ومتاحة للجميع، فلا حاجة إلى مراكز متخصصة أو دورات تدريبية معقدة، يكفى أن يقوم الشخص بتعلم كيف يمكنه الدخول على المصادر المفتوحة Open Resources الموجودة على شبكة الإنترنت لكى يستطيع أن يمحو تلك الأمية فى سويعات قليلة.

وفى تقديرى أن كل هذه الأنواع من الأمية السابق الإشارة إليها ليست بأهمية وخطورة نوع آخر يمكن أن يطلق عليه «أمية تحليل البيانات» وهذا أمر يحتاج إلى تفصيل.