السبت 9 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التأشيرة الذهبية والذكاء الاصطناعى

التأشيرة الذهبية والذكاء الاصطناعى

فى الخامس من سبتمبر هذا العام أعلنت إندونيسيا عن أحد التسهيلات المهمة من أجل جذب الاستثمارات وتدعيم الاقتصاد الإندونيسى والتى أطلقت عليها «التأشيرة الذهبية» أوThe Golden Visa والتى يمكن لحاملها الدخول والخروج من البلد طوال مدة سريانها كما تتيح له العيش والسياحة والعمل والدراسة وتشمل أيضًا العديد من المميزات بداية من دخول المطار ونقاط التفتيش وخلافه.



جاء الإعلان متزامنًا مع الإفصاح عن اسم أول من منحتهم إندونيسيا هذه الخدمة وكان للعجب هو سام التمان رائد الأعمال الأمريكى الشهير وهو الرئيس التنفيذى والمؤسس المشارك لشركة Open AI التى أطلقت تطبيق معالجة النصوص الشهير ChatGPT والذى أحدث ثورة فى مجال الذكاء الاصطناعى وقرب مفاهيمه المعقدة إلى جمهور المستخدمين لشبكة الإنترنت.

سام التمان اختارته مجلة التايم TIME كأحد أكثر 100 شخصية قوية لهذا العام، والتأشيرة التى حصل عليها لمدة 10 سنوات تتسق مع حلم إندونيسيا أن تصبح مركز الذكاء الاصطناعى على مستوى العالم بحلول عام 2045، وبغض النظر عن هذا الحلم أو التوجه والذى قد يتعارض مع تصريحات دول أخرى بأنها تسلك نفس المسعى وترنو إلى نفس الغاية إلا أن قيام إندونيسيا بالتفكير فى رجل أعمال أمريكى يعمل فى الذكاء الاصطناعى لتمنحه تأشيرتها الذهبية الأول يحمل من المدلول الكثير والكثير.

فالصراع الحالى والمقبل هو صراع على امتلاك وتطوير واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى وفى جميع المجالات، الكثير من المؤتمرات والندوات وورش العمل تتناول مجالات الاستخدام وبعد أن كانت تلك الندوات فى العقود الثلاثة الأخيرة على الأقل تتحدث عن الإيجابيات وسبل التوطين، تحول العديد منها هذه الأيام إلى الحديث عن السلبيات وبث المخاوف على جميع الأصعدة وفى كل المجالات.

نتمنى أن تنتهى قريبًا هذه الموجة- المطلوبة نوعًا ما- وأن ننتقل جميعًا إلى مرحلة قبول الفكرة والوصول إلى أسلوب مناسب للتعامل معها، ليس فقط على صعيد الاستخدام ولكن أيضا على صعيد التطوير والإنتاج، فللمنطقة العربية خصوصية خاصة تظهر جلية فى هويتها المتفردة وهى التى تحتاج إلى المزيد من الاهتمام والحذر عند الاقتراب من أنظمة الذكاء الاصطناعى سواء على مستوى الاستخدام أو التطوير.

الجهود كثيرة واستراتيجيات الدول العربية بدأت فى الانطلاق حيث يتم تجهيز المسرح حاليًا للانطلاق فى هذا المجال والذى سيكون من الصعب الاعتماد على استيراده بالكامل من الخارج كما حدث فى الماضى فى أغلب المنتجات والبرمجيات والنظم التقنية.