تريند مرفوع بالضمة
أثار إجازة مجمع اللغة العربية لكلمة «تريند» Trend موجة من الانفعالات وردود الأفعال المختلفة، بين القبول والرفض وبينهما ومعهما كمية كبيرة من مشاعر الدهشة أو الغضب أو الانزعاج أو السخرية أيضا، وبغض النظر عن هذا الجدل فإن وجهة نظر المجمع تستحق أن تحترم فهم يقولون إنه لا توجد كلمة واحدة فى اللغة العربية يمكن أن تعبر عن مضمون هذه الظاهرة المركبة التى أتت بها وسائل التواصل الاجتماعى وأن هذه ليست هى الحالة الأولى لإجازة ألفاظ إلى داخل اللغة العربية لنفس السبب، وعلى الجانب الآخر نجد من يرفض أو على الأقل لا يشعر بارتياح لهذه الإجازة يؤكد أن اللغة العربية ثرية ويمكن إيجاد كلمة واحدة تعبر عن التريند، والحقيقة أن انطباعى الأول كان فى جانب الضيق والرفض ثم لم البث ان تقبلت الأمر، لا أدرى لماذا، هل لأن إيجاد كلمة عربية جديدة لن يمنع الناس من استخدام كلمة تريند فقط أم أن الأمر قد يصل بهم إلى الاستهزاء بالكلمة الجديدة مثلما كان البعض فى الماضى يشير إلى أن «شاطر ومشطور وبينهما طازج» هى العبارة المعتمدة والمجازة المرادفة لكلمة «ساندوتش» وهو ما ثبت عدم صحته فيما بعد.
على أيه حال أتفهم جدا غيرتنا على اللغة العربية خصوصا أن تبادل الإجازة بين اللغات لا أعتقد أنه فى صالح لغتنا العربية مثلما هو الأمر بالنسبة للغات الأخرى التى تقوم بتصدير الكثير من الألفاظ إلينا ولا تأخذ من العربية إلا أقل القليل وفى سياقات محدودة.
عودة إلى ردود الفعل الأولية والتى يمكن رصدها بسهولة على شبكات التواصل الاجتماعى بين تعليقات المستخدمين وبين ردود أفعالهم وتفاعلاتهم على هذا الخبر والتى تخبرنا عن القليل من القبول والكثير من الغضب أو الاستهزاء والرفض والتى أعتقد أن ردود الأفعال تلك مثلها مثل خصائص التريند، ترتفع وتفور سريعا ثم ما تلبث أن تخبوا حتى تختفى تماما فى غضون أيام قليلة حيث سيتحول انتباه المستخدمين إلى أمر آخر لا أدرى على وجه التحديد ما هو، ولكن ربما يكون صورة لحيوان باندا يعزف على الجيتار، أو مقطع مصور للعجل أبوراسين وهو يتقاذف كرة قدم صغيرة من رأس لآخر.