20 سنة سوشيال
العام المقبل سيكون قد مر عشرون عامًا على إنشاء شركة فيس بوك صاحبة التطبيق الأشهر للتواصل الاجتماعى والذى بدأ بداية متواضعة وغير جاذبة للمستخدمين مقارنة بما حدث بعد ذلك من إضافات وتطورات، ولكن على كل الأحوال فإن هذا التطبيق يتشارك فيه نحو 3 مليارات إنسان من جميع أرجاء الأرض.
البداية كانت للتواصل بين الأهل والأصدقاء ثم ما لبث أن ظهرت الأغراض التسويقية وأغراض الاستقطاب الأخرى بوضوح، مع استمرار الإضافات الفنية الجاذبة التى أدت إلى استحداث نوع جديد من أنواع الإدمان السلوكى وهو إدمان استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعى.
وبغض النظر على التطور الذى صاحب التطبيق سواء على مستوى الشكل أو المحتوى وأسلوب عرضه وكذا أيضًا استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعى لتوجيه أو إرشاد المستخدمين إلا أن 20 عامًا تمثل جيلًا جديدًا من البشر، جيل تخرج بعضه فى الجامعة وبدأ فى سوق العمل، موظفًا أو باحثًا عن وظيفة، ربما البعض بدأ فى اقتحام سوق العمل أثناء سنوات الدراسة أيضًا.. وهنا يأتى السؤال الذى لا إجابة واضحة له حتى الآن: هل ساهمت شبكات التواصل الاجتماعى فى تكوين النشء والشباب وإعدادهم بصورة أفضل من الأجيال السابقة؟ هل كم المعارف التى تعرضوا لها مفيدة أو يستطيعون الاستفادة منها فى العمل؟ وهل أضافت اليهم مهارات وخبرات حقيقية أم زادت مساحات التسلية والمزاح على حساب التعلم الجاد؟
هل الصحة العقلية والاتزان النفسى فى تحسن أم فى تراجع، هل تحسنت الصحة البدنية أم تراجعت، هل تزايد الاهتمام بالأديان والإيمان بالله أم تراجعا، هل أصبح هذا الإنسان الجديد أكثر إحساسًا بالجمال والفنون أم لا، هل زادت نسب الجرائم وتغيرت أنماطها أم قلت، هل نسب الإبداع والابتكار وبراءات الاختراع زادت أم تراجعت، هل تحسنت العلاقات الإنسانية وارتقت المشاعر أم تراجعت، هل تحسنت القدرات اللغوية والبلاغية والإلقاء أم تراجعت، هل ساهم فى اكتشاف المواهب فى المجالات المختلفة أم ساهم فى زيادة أنصاف المواهب وانتشارهم؟
هل نجحت محاولات البعض فى تقنين الاستخدام أو التخلص منه تمامًا أم لا؟ الأسئلة كثيرة والإجابات متباينة والدراسات المتخصصة كثيرة أيضًا ولا وضوح تام حتى الآن لتلك التاثيرات على الأجيال الجديدة ولكن أتوقع أن يحمل المستقبل الكثير من المفاجآت.