الأربعاء 17 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رحيل المترجم الكبير «شوقى جلال» عن عمر ناهز 92 عامًا

نعى المركز القومى للترجمة برئاسة الدكتورة كرمة سامى، المترجم الكبير شوقى جلال، والذى رحل عن عالمنا بعد مسيرة حافلة بالعطاء أضاف من خلالها عشرات الأعمال القيمة للمكتبة العربية.



وقد توفى الراحل عن عمر ناهز 92 عاما، وذلك بعد صراع مع المرض، شوقى جلال من مواليد 30 أكتوبر عام 1931 بالقاهرة، حاصل على ليسانس كلية الآداب، قسم فلسفة وعلم نفس، جامعة القاهرة، عام 1956.

 وُلد «شوقى جلال» بالقاهرة عام ١٩٣١م، ونشأ فى أسرة صوفية مُحِبة للثقافة؛ فقد كانت والدته من أسرةٍ صوفية تتبع الطريقة التيجانية، فانعكس ذلك على شخصيته فى الزهد والترفُّع والتسامح، أمَّا والده فكان واسعَ الأُفق، ولديه شغفٌ بالقراءة والعلم والموسيقى؛ فكان لذلك أثرٌ كبير على عقلية «شوقى» الذى راح يَنهَل من شتى بحار المعرفة، حتى التحق بكلية الآداب جامعة القاهرة، وفيها درس الفلسفة وعلم النفس، وبدأت مرحلةُ الفكر الحر والانفتاح على مختلِف الثقافات؛ فقرأ عن البوذية والكونفوشية، والماركسية، وفلسفات العرب، ونال درجةَ الليسانس عام ١٩٥٦م.

تَفرَّغ «شوقى جلال» للترجمة والتأليف، فكتب فى الكثير من المجلات والدوريات مثل: صحيفة «الأهرام»، ومجلة «العربى» الكويتية، ومجلة «الفكر المعاصر»، ومجلة «تراث الإنسانية»، وغيرها من المجلات والدوريات. كما قدَّم للمكتبة العربية قائمةً طويلة من الكتب المُترجَمة والمُؤلَّفة عكست مشروعَه الفكرى التنويرى، وانشغالَه بالهُوِية المصرية، وحرصَه على إيقاظ الذهن المصري. ومن أعماله المُترجَمة: «التنوير الآتى من الشرق»، و«الإسلام والغرب»، و«بنية الثورات العلمية»، و«إفريقيا فى عصر التحول الاجتماعى»، و«الأخلاق والسياسة». أما عن أعماله المُؤلَّفة، فمن أبرزها: «الترجمة فى العالَم العربى»، و«التفكير العلمى والتنشئة الاجتماعية»، و«المصطلح الفلسفى وأزمة الترجمة»، و«المثقف والسلطة فى مصر»، و«ثقافتنا وروح العصر»، وغير ذلك من الأعمال المهمة التى أَثْرت المكتبةَ العربية.

شغل «شوقى جلال» عضويةَ العديد من الهيئات الثقافية مثل: المجلس الأعلى للثقافة (لجنة الترجمة)، واتحاد الكتَّاب المصريين، واتحاد كتَّاب روسيا وأفريقيا، والمجلس الأعلى للمعهد العالى للترجمة (جامعة الدول العربية، الجزائر).

وهو الحائز مؤخرا على جائزة رفاعة الطهطاوى للترجمة، عن ترجمته لكتاب «موجات جديدة فى فلسفة التكنولوجيا»، أثرى المكتبة العربية بعدد كبير من المؤلفات والترجمات، نذكر منها: «نهاية الماركسية»، «العقل الأمريكى يفكر»، «الترجمة فى العالم العربى: الواقع والتحدى».

 ومن أهم كتبه المترجمة: «الشرق يصعد ثانية»، «الإسلام والغرب»، «مشكلة المياه فى العالم العربى» و»التراث المسروق».

وفى تصريح للدكتورة كرمة سامى مديرة المركز القومى للترجمة :»نتقدم بخالص التعازى لأسرة المفكر والمترجم شوقى جلال وتلاميذه وقراء أعماله المتميزة، المثقف النبيل الذى تعامل مع الترجمة بوصفها مشروعًا قوميًا يهدف إلى النهوض بالانسان المصرى وبالوطن والقومية العربية حاضرًا ومستقبلًا، رحمه الله بقدر ما كان مخلصًا للوطن، ولرسالته التنويرية التى أداها على أكمل وجه عبر مسيرة ثقافية فياضة بالعطاء فى كمال الفكر والترجمة».

قدم المترجم شوقى جلال للمكتبة العربية عددًا كبيرًا من المؤلفات من بينها «الشك الخلاق: فى حوار مع السلف»، «الترجمة فى العالم العربى: الواقع والتحدى»، المجتمع المدنى وثقافة الإصلاح» و«نهاية الماركسية».

كما قدم للقارئ العربى مجموعة كبيرة من الترجمات المهمة، منها:

«الإنسان.. اللغة.. الرمز: التطور المشترك للغة والمخ»، «الثقافات وقيم التقدم»،» الشرق يصعد ثانية: الاقتصاد الكوكبى فى العصر الآسيوى»، «لماذا العلم: كى نعرف ونفهم ونعتمد على النتائج» و«فكرة الثقافة».

نال العديد من الجوائز، أهمها» جائزة رفاعة الطهطاوى للترجمة» فى العام 2018 عن ترجمته لكتاب «موجات جديدة فى فلسفة التكنولوجيا» والصادر عن المركز القومى للترجمة و«جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمى».