الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
.. وبدأت السينما الناطقة!

.. وبدأت السينما الناطقة!

بعد خمس سنوات على بدء إنتاج الافلام الصامتة فى مصر، بدأت مرحلة السينما الناطقة بعرض فيلم «أولاد الذوات» فى 14 مارس 1932.



إن دخول الصوت فى الفيلم المصرى لم يكن يعنى مرحلة تطور فى المستوى الفنى، وإنما كان الشىء الوحيد الذى تغير هو أن الفيلم المصرى كسب جمهورا جديدا، وهو الجمهور غير المتعلم الذى لم يكن فى مقدوره أن يقرأ اللوحات التى تظهر فى الفيلم الصامت بدلا من الحوار، ولهذا زاد إيراد الفيلم المصرى بينما بقى مستواه الفنى هابطا كما كان فى عهد السينما الصامتة.

ويمضى الناقد الكبير «سعد الدين توفيق» فيروى حكاية السينما الناطقة فيقول: أولاد الذوات كان ثانى فيلم يخرجه محمد كريم وقد اشتركت فرقة رمسيس فى تمثيل هذا الفيلم الذى أنتجه وقام ببطولته صاحبها «يوسف وهبى» وظهرت أمينة رزق فى دور زينب، وسراج منير فى دور الدكتور أمين ودولت أبيض وحسن البارودى وقام يوسف وهبى بدور حمدى بك المحامى، واشتركت فى التمثيل الممثلة الفرنسية «كوليت دار فاى» فى دور جوليا.

ولم يكن الفيلم ناطقا من أوله إلى آخره إذ كانت تكاليف الفيلم الناطق باهظة، ولذلك أخرج «محمد كريم» نصف هذا الفيلم ناطقا والنصف الآخر صامتا لخفض التكاليف الى أكبر حد ممكن، وتم تصويرالجزء الناطق فى باريس أما الجزء الصامت فقد صور فى استديو رمسيس الذى أنشأه يوسف وهبى سنة 1931 بجوار كوبرى الزمالك!

ثم نأتى لفيلم «أنشودة الفؤاد» الذى عرض فى 14 أبريل سنة 1932 وتشبه قصة الفيلم قصة أولاد الذوات، حيث إن البطل يحب فتاة أجنبية تكون سببا فى مصائب تحل بالأسرة.

واشترك فى تمثيله «جورج أبيض» و«عبدالرحمن رشدى» و«نادرة وزكريا أحمد» وعلاوة على ضعف القصة فقد كانت الأغانى طويلة جدا وبدت هذه الأغانى مملة وثقيلة لأن المخرج ماريو فولبى لم يستطع أن يتصرف فترك الكاميرا تواجه المطربة «نادرة» دون حركة طول الأغنية وحقق الفيلم مع ذلك نجاحا تجاريا طيبا لأنه كان أول فيلم غنائى، وقد عرض فى دول عربية كثيرة!

وبعد النجاح الذى حققه أولاد الذوات ثم أنشودة الفؤاد اتجه السينمائيون إلى السينما الناطقة، وفى هذه الفترة وقعت تجربة فنية تثير الاهتمام، وهى أن منتج فيلم «تحت ضوء القمر» الذى عرض صامتا فى 19يونيو 1930 قرر أن يضيف إليه الصوت، وأعاد عرضه ناطقا فى 4 يوليو 1932 أملا فى أن يظفر الفيلم بصورته الجيدة بنجاح يفوق نجاحه السابق.

وقام مخرج الفيلم «شكرى ماضى» بالاشتراك مع مهندس صاحب شركة أسطوانات اسمه «ستراك مشيان» بتسجيل حوار الفيلم على أسطوانات تدار مع الفيلم أثناء عرضه إلا أن التجربة لم تنجح!!

ولحكاية السينما فى مصر بقية!