الإثنين 2 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
كائنات فضائية فى المكسيك

كائنات فضائية فى المكسيك

منذ عدة أيام طالعتنا وسائل الإعلام بخبر عن كشف أثرى لعدد 2 من الكائنات الفضائية والتى تم عرضها فى الكونجرس المكسيسكى مع تأكيدات على نتائج تحليل الحمض النووى لهما والذى يؤكد أن تلك الكائنات كانت تعيش على الأرض منذ أكثر من ألف عام وأن هذا قد يؤدى إلى إعادة كتابة التاريخ.



شكل تلك الكائنات يقترب من هيكل الطفل الصغير باستثناء الجمجمة وملامح الوجه والتى تشبه إلى حد كبير ملامح الكائنات الفضائية فى أفلام هوليوود الخرافية والحقيقة أنه وبغض النظر عن مدى مصداقية تلك القصة من عدمه فإن ردة الفعل والاهتمام بهذا الخبر لم يكونا بالحجم المتوقع أو على الأقل بنفس درجة الاهتمام بهذه الأخبار فى السابق وهو أمر يمكن أن يعكس عدم التصديق للخبر خاصة أنه قد تم الإعلان عن أخبار مشابهة عام 2017 ثم تبين عدم صحتها وأن الهيكل المعروض آنذاك كان لطفل صغير وليس لكائن فضائى.

من الأسباب الأخرى لعدم الاهتمام ما يشهده العالم حاليا من كوارث وأزمات وحروب وصعوبات اقتصادية وتوترات سياسية بالإضافة إلى الكثير من الأخبار الكاذبة والمغلوطة والكثير من المفاجآت والأخبار التى تتحول إلى تريند على شبكات التواصل الاجتماعى لمدة لا تزيد على أسبوع ثم سرعان ما تنتهى ويبدأ المستخدمون لتلك الشبكات فى الاهتمام بأمر آخر حقيقى وطبيعى أو غير حقيقى ومصطنع.

فالعصر الحالى بما يشهده من تدفق محموم لسيول من الأخبار المكتوبة والمصورة فى كل المجالات وبمعدلات لم تحدث عبر التاريخ البشرى من قبل حولت الإنسان إلى كائن عديم الاندهاش قليل الاهتمام ضيق الصدر ملول، لا يهتم لمدة طويلة بأى موضوع مهما كان حقيقيا أو مصيريا، حيث تتحول انظاره وبوصلة اهتماماته إلى موضوع آخر جديد ليحافظ على نفس معدلات افراز هرومنات السعادة والإثارة فى معدلات مرتفعة وهو ما يمكن أن نلحظه فى حالة فراغ شحن بطارية الهاتف الذكى أو انقطاع الاتصال بشبكة الإنترنت، كما يمكن أن نلحظه أيضا من قلة الإقبال على الاسترخاء فى مكان هادئ أو الاستمتاع بالطبيعة البدائية كما كان يستمتع بها إنسان العصر الماضى، لذلك دعنى عزيزى القارئ أن اطلق لخيالى العنان، ماذا لو حدث بالفعل ان وجدنا كائنا فضائيا حيا وتم اخضاعه لجميع الاختبارات والفحوصات الطبية وتبين بالفعل انه كذلك، ثم تم الحديث عنه وتصويره فى وسائل الإعلام المختلفة وعقد المؤتمرات والندوات حوله وفى النهاية تم وضعه فى مكان ما ليصبح مزارا لكل من يرغب فى أن يراه، هل سيحظى بالاهتمام المتوقع وهل سيستمر الناس فى الاهتمام بالأمر والإصرار على زيارته ورؤيته وجها لوجه، وإذا حدث هذا فكم هى المدة التى سيظل فيها فى بؤرة الاهتمام قبل أن يسقط فى غياهب النسيان مثل اغلب ما نتعرض له يوما، لا اعتقد أن المدة ستطول، ربما أسبوع أو اثنين ثم يعتاد الناس على الامر ويعودون مرة أخرى للبحث عن الإثارة فى أى منطقة أخرى من مناطق الواقع أو الخيال.