الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الجيش الوطنى الليبى يستخدم القوارب لعبور طريق صحراوى

رغم مرور 13 يوما على العاصفة «دانيال»، ما زالت الكثير من المناطق الليبية تعانى من كميات المياه الضخمة التى خلفتها السيول والفيضانات، ومنها طريق المخيلى الصحراوى الذى تحول إلى «بحيرة».



ويمتد طريق المخيلى بطول 251 كيلومترا فى الصحراء شرقى ليبيا، ويربط بين منطقة التميمى شرقا ومدينة المرج غربا، وفى المنتصف قرية المخيلى التى سمى بها الطريق، والتى تتبع إداريا بلدية درنة.

الطريق الصحراوى المعروف بأنه منطقة قاحلة، تحول إلى بركة ضخمة من المياه أشبه بـ»البحيرة»، التى تجمعت فى محيط الطريق وغمرته عند منطقة المخيلي، حتى أصبح تحرك السيارات فيه شبه مستحيل.

ومنذ اليوم الأول للكارثة، أطلق أهالى المخيلى نداءات استغاثة بسبب انقطاعهم عن باقى المناطق، نظرا لغمر المياه الطريق إلى منطقتهم، ما دفع بعد ذلك مصلحة الطرق والجسور إلى فتح مسارات جديدة.

ولكن فى ظل استمرار عمليات الإغاثة للمنطقة، والحاجة إلى وصول فرق الدعم والإسناد إلى المكان للمعاونة فى أعمال البحث والإنقاذ، اضطرت فرق من الجيش الوطنى الليبى إلى استخدام الزوارق فى محاولة منها لتسهيل وصولها إلى المخيلي، بحسب ما ظهر فى مقطع فيديو.

وعلى بعد 60 كيلومترا شرق مدينة بنغازي، تواصلت عملية تفريغ سد وادى جازا الذى امتلأ بمياه السيول، حيث شارفت العملية على الانتهاء، وفق ما أعلنته لجنة إعادة الإعمار والاستقرار التابعة للحكومة المكلفة من مجلس النواب.

وتسبب تعطل البوابة الرئيسية للسد، إلى إطلاق تحذيرات محلية وأخرى دولية من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، بشأن خطورة تعرض السد للانهيار جراء ضغط المياه الكبير، وعدم القدرة على تصريفها بشكل صحيح.

وفورا قامت الفرق الهندسية التابعة للجنة إعادة الإعمار بتطهير مجرى الوادي، وتصريف المياه من فتحاته الأخرى، حيث تجاوزت كميات المياه المفرغة إلى البحر المتوسط 5.3 مليون متر مكعب.    

وأرجعت اللجنة تعطل البوابة الرئيسية للسد إلى أعمال السرقة والتخريب التى تعرض لها سابقًا، وسرقة المعدات الهيدروليكية وخزان الزيت ومنظومة الكهرباء به.

3845 قتيلًا سقطوا جراء الفيضانات

كذلك، أعلنت لجنة الإشراف على عمليات الإغاثة التى شكلتها حكومة شرق ليبيا، أمس الأول، حصيلة جديدة لضحايا الفيضانات المدمرة، التى ضربت مدينة درنة والجبل الأخضر.

وقال محمد الجرح، المتحدث باسم اللجنة: «ما لا يقل عن 3845 قتيلًا سقطوا جراء الفيضانات، هذه الحصيلة تشمل فقط الجثث المدفونة والمسجلة لدى وزارة الصحة، وهى مرشحة للارتفاع كل يوم».

وأضاف «الجثث التى دفنها السكان على عجل، فى الأيام الأولى بعد الكارثة، لم تحتسب ضمن هذه الحصيلة».

وبحسب قوله تعمل السلطات على إحصاء الضحايا المدفونين بدون التعرف على هوياتهم، وكذلك المفقودون الذين يرتفع عددهم إلى أكثر من 10 آلاف، وفق تقديرات السلطات والمنظمات الإنسانية الدولية.

ودعا السكان إلى الإبلاغ عن المفقودين فى مكتبين أنشأهما النائب العام فى درنة.

وتتواصل عمليات البحث للعثور على جثث تحت الأنقاض أو فى البحر. ولا تزال 9 فرق أجنبية على الأقل تشارك فى هذه العمليات.

من جهتها، أعلنت القوات المسلحة الليبية، أمس، وفاة 94 شخصًا من منسوبيها وعناصر الأجهزة الأمنية، خلال أعمال الإنقاذ فى مدينة درنة الليبية. وضرب الإعصار دانيال بشكل خاص مدينة درنة، التى يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة، والمطلة على البحر المتوسط، مما أدى الى انهيار سدين، والتسبب بفيضانات جرفت كل شيء فى طريقها.

وتسببت الفيضانات فى نزوح أكثر من 43 ألف شخص، بحسب آخر إحصاء للمنظمة الدولية للهجرة.