الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
صناعة المعلومات

صناعة المعلومات

دائمًا ما يتبادر إلى الذهن عند ذكر لفظة «صناعة» أن الأمر مرتبط بمنتج نهائى يخرج من أحد المصانع ليتم بيعه فى السوق المحلية أو تصديره الى الخارج وذلك كنوع من التفرقة بين المنتج و الخدمة وهى التى لا تكون ملموسة بل مؤداة، وعند الحديث عن هذا الأمر فى قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فإن المنتج هو جهاز الحاسب الآلى أو الهاتف الذكى أو أى من ملحقاتهم فيما تكون الخدمات مثل الدعم الفنى والصيانة وخلافه.



والحقيقة أن صناعة المعلومات Information Industry كمصطلح لم يكن معروفًا قبل عام 1958 حيث ظهر لأول مرة فى مقال متخصص بعنوان «الإدارة فى الثمانينيات» فى مجلة هارفارد بيزنس Harvard Business Review المتخصصة فى علوم الإدارة ولكنه لم يصبح مصطلحًا دارجًا إلا مع منتصف السبعينيات من القرن الماضى وحتى الآن.

ولصناعة المعلومات الكثير من التعريفات منها ما يجعلها يتطابق مع مصطلح تكنولوجيا المعلومات Information technology ومنها ما يضيف الاتصالات لتصبح تكنولوجيا المعلومات والاتصالات Information and communication technology ومنها ما يقصر هذا المفهوم على مجال تحليل البيانات والمعلومات من خلال النماذج الرياضية وأنظمة الذكاء الاصطناعى وتحليل البيانات الكبيرة وغيرها.

وفى جميع الأحوال فإنه قد يكون من المفيد سرد تلك المجالات حيث نجدها تشمل البرمجيات والمكونات المادية وخدمات الاتصالات الشبكية والهاتفية وخدمات نقل البيانات والربط مع شبكة الإنترنت والدعم الفنى وخدمات التعهيد كما تشمل الخدمات الإعلامية وخدمات الاستشارات الفنية والتدريب والدراسات والأبحاث المتخصصة.

وعلى الرغم من أهمية هذه الصناعة وتغلغلها فى جميع المجالات فإنها لا تمثل أكثر من 6% من إجمالى حجم الاقتصاد العالمى الذى تشكل فيه الخدمات نسبة 65% والتصنيع نسبة 29% ولكن ومع ذلك فإن معدل النمو السنوى يزيد على 8% مقارنة بمتوسط معدل النمو السنوى للاقتصاد العالمى الذى يصل إلى نحو 3% فقط.

وبالنظر إلى الأقسام الداخلية التى تكون تلك الصناعة فإن أحد أهم تلك الأقسام ما هو مرتبط بالمعلومات وجمعها وتنقيحها وتحليلها وخاصة فى ظل هذا الكم الكبير من التدفق المعلوماتى الذى لا يهدأ ليل نهار بين أطراف الأرض وبين الأجهزة والبشر والذى يمكن أن يعتبر هو الأداة الأقوى والسلاح الأكثر فتكًا فى حروب المستقبل وفى التنمية على حد سواء.