الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سرت بشائر بالهادى ومولده فى الشرق والغرب

الرئيس يشهد احتفال وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوى الشريف

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى،  أمس، فعاليات الاحتفال الذى تنظمه وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوى الشريف بمسرح الجلاء للقوات المسلحة بطريق صلاح سالم، بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وشيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.



وخلال الحفل، تم عرض فيلم تسجيلى حول قدر ومنزلة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عند الله عز وجل، مؤكدا أن الله اصطفاه على البشر، فشرح له صدره ورفع له ذكره ووضع عنه وزره وأعلى له قدره، موضحا أن ثناء الله الدائم على رسول الله محمد عليه السلام فى الملأ الأعلى وأمرهم فى الأرض أن يصلوا عليه.

واستشهد الفيلم بافتتاح أكثر من 10 آلاف مسجد جديد من أطراف الوطن إلى مصاف عمقه، إلى البرنامج الوطنى للعناية بالمساجد الأثرية والتاريخية العتيقة، وحماية طابعها المعمارى الأصيل، مشيرا إلى تجديد وتطوير مساجد آل بيت الحبيب المصطفى، منها: مسجد الإمام الحسين 2022 بصورة جمالية تسر أعين المصلين والناظرين والزائرين.

وألقى الرئيس السيسي، خلال الاحتفال كلمة قال فيها:»أود فى البداية أن أتوجه بخالص التهنئة، لشعب مصر العظيم، ولجميع الشعوب العربية والإسلامية، بمناسبة ذكرى مولد النبى الكريم سيدنا محمد، «صلى الله عليه وسلم» داعيا الله «عز وجل» أن يعيد هذه الذكرى المباركة بالخير والسلام على مصر والإنسانية بأسرها.

 وأضاف السيسي، أن سيرة حياة الرسول الكريم معين لا ينضب من الدروس والعبر، منها نستلهم قيم الأمانة والصدق والإخلاص والرحمة ومنها نتعلم فضيلة الصبر على المشاق الجسيمة وفى ثناياها وأحداثها نرى كيف تعمل أقدار الله، وكيف يثابر المؤمنون على إيمانهم؟، يرعونه بالعمل والإحسان حتى يأتى نصر الله القريب، للمخلصين من عباده. 

وأوضح، أن فى سيرة حياة نبى الرحمة والهدى قيمًا مجردة عابرة للزمان والمكان، لعل من بينها الثبات على الحق وعلى الإيمان، خاصة فى الأوقات الصعبة، فكم من اختبارات قاسية، تـعـيـن على رسول الله، صلوات الله وسلامه عليه، اجتيازها وكم من محن وشدائد هائلة تعرض لها النبى الكريم، وتعرضت لها الرسالة المحمدية وكم كان الثبات فى وجه تلك العواصف الهوجاء عظيما وشامخا بإيمان لا يتزعزع فى نصرة الله وعمل مستمر لا يعرف للتواكل طريقا.

وتابع: «يأتى احتفالنا هذا العام بالمولد النبوى المبارك، بينما يمر العالم بظروف دقيقة تُعيد إلى الأذهان، ذكريات من التوتر والقلق والاضطراب لم تحدث منذ عقود طويلة، فما بين الكارثة الصحية التى تسببت فيها جائحة «كورونا» وتداعياتها الاقتصادية عميقة الأثر الناجمة عن توقف عمليــــــة الإنتــــــاج فــــــى كبـــــرى دول العالــــــم، وما أعقب ذلك من موجة ارتفاع أسعار عالمية، تسببت الأزمة الروسية الأوكرانية فى تفاقمها بشدة، ما دفع الدول الكبرى، لرفع أسعار الفائدة على نحو غير مسبوق أملاً فى احتواء التضخم، وهو ما استدعى نزوحا كثيفا، لرؤوس الأموال من الدول النامية، إلى الدول الغنية ومن هنا جاءت أزمة النقد الأجنبى، التى يمر بها اقتصادنا، والعديد من الاقتصادات الناشئة.

واستطرد الرئيس: «والحق أقول لكم، إن عاصفة طاغية كتلك كانت كفيلة فى الظروف العادية باقتلاع اقتصادنا بشكل كلى والعصف بالكثير من مكتسبات الشعب المصرى، وأن الثمانى سنوات الأخيرة من العمل التنموى المكثف غير المسبوق فى حجمه ونطاقه وسرعته،  قد أثمرت صلابة وصمودا ومرونة كبيرة، لدى اقتصادنا القومى بما يدفعنا إلى اليقين بأن الصعاب الحالية إلى زوال قريب بإذن الله، لاسيما أننا نبذل أقصى ما فى الجهد والطاقة للتخفيف من آثارها على أبناء شعبنا، مع الحفاظ فى ذات الوقت على قوة الدفع اللازمة، لاستكمال مشروعات التنمية ونمو الاقتصاد، بما يحافظ على معدلات التشغيل المرتفعة، ويضمن قدرة الدولة على حماية الأمن الغذائى وأمن الطاقة للمواطنين، رغم الظروف العالمية الصعبة فى هذين المجالين.

وإشار إلى أن مسيرة حياة النبى الكريم تؤكد لكل ذى بصيرة  أن العسر يصاحبه اليسر، وأن الله مع الصابرين الذين يعملون صالحا ابتغاء مرضاة الله، وتحقيق مصالح الناس وإننا، إذ نسعى إلى الخير والرشاد والصالح العام  نثق فى الله سبحانه وتعالى  وفى قدرة شعبنا الصامد الأبى  على اجتياز الصعاب مهما كانت وتحويل الأحلام إلى حقيقة  وصنع المستقبل المزدهر الآمن.

وأشاد الرئيس، فى كلمة مرتجلة بكلمة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، التى وصفها بالشاملة والعميقة والطيبة، لافتا إلى أنه «لن تستقيم أى أمة فى العالم وتتقدم للأمام دون الأخذ بأسباب الدنيا ولكن يحرسها أثناء ذلك مسار أخلاقى عميق».

ووجه الرئيس حديثه للدعاة الذين يتحدثون للناس عبر المنابر، قائلا :»إن المنهج الذى نسير عليه منهج يحاول أن يكون مستقيما وأمينا ومخلصا لله وشريفا فى هذا المسار».

ولفت إلى ضرورة أن يكون لدينا ثقة فى الله وفى المسار الذى ننتهجه مهما كانت الظروف صعبة، مضيفا: لن أقول لكم اطمئنوا بنا ولا بالحكومة ولكن سأقول اطمئنوا بالله سبحانه وتعالي، مشددًا على أنه ليس لديه أى شك أنه رغم كل الظروف الصعبة التى تمر بنا حاليا، سيسدد الله عز وجل فيها الخطى.

كما كرم الرئيس، خلال الاحتفالية، عددًا من العلماء والأئمة والقراء والمفتين والواعظات، ومنحهم وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى والمكرمون من داخل مصر، هم: الدكتور صابر عبد الدايم يونس صبحى، العميد الأسبق لكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، والدكتور محمود عبد الخالق عبد الخالق الفخراني، مساعد وزير الأوقاف لشئون الامتحانات، والشيخ محمد عبد العظيم، إمام وخطيب بمديرية أوقاف القاهرة، والواعظة بالأوقاف وفاء عبد السلام إبراهيم، والشيخ محمود محمد حسن الخشت، القارئ المعتمد باتحاد الإذاعة والتليفزيون والذى أناب عنه نجله، والشيخ عبد الفتاح على عبد الفتاح درويش الطاروطى، قارئ معتمد باتحاد الإذاعة والتليفزيون، والذى توجه إليه الرئيس عبد الفتاح السيسى وتحدث معه لتكريمه أثناء جلوسه على «كرسى متحرك»، ومن خارج مصر مفتى جزر القمر، الشيخ أبو بكر سيد عبدالله جمل الليل.