الأربعاء 17 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع.. ليوم واحد

لا أُصدق ما سيحدث لى بعد يوم من الآن، فحبيبة عمرى ستكون لى بعد كل العناء الذى عانيته لكى تكون معى، ولكن للأسف الشديد ستكون معى ليوم واحد فقد أو ربما يومين وبكل الأحوال لن يزيد عن أسبوع!



هى ابنة خالتى وصديقتى وأُختى وكل شىء لى بالوجود، أحببتها مُنذ الصغر ولكن أحوالى المادية منعتنى من الارتباط بها فسافرت إلى الخارج لأعمل وأتزوجها وانتظرتنى هى كثيرًا وعانت مع أهلها لرفضها من يتقدم إليها حتى بلغت الخامسة والثلاثين من العُمر وصمم أبوها على تزوجيها قهرًا وبيوم زفافها سقطت مُغشى عليها وتبين أنها تُعانى من مرض خطير سيُنهى حياتها سريعًا، وعلمت بذلك من والدتى فنزلت فورًا وتقدمت لها ووافق أبوها على الرغم من رفضه لى سابقًأ لظروفى المادية، والحقيقة أنها تعلم بمرضها ولكنها لا تعلم حقيقة انتهاء عُمرها قريبًا، بداخلى شعور مُتناقض ما بين فرح وُحزن ولكن يجب أن أُرتب أفكارى لأستغل تلك الفترة الوجيزة معها (سأتصل بها لأرتب معها ما تُريده أولًا).

خالد: اشتقت إليكِ يا حبيبتى أكاد أُجن عندما أتذكر أنكِ ستكونين معى قريبًا.

هدى: وأنا أشعر أن دقات قلبى تتزايد كلما اقترب الميعاد فأنت حبيب عُمرى الذى تمنيته دائمًا.

خالد: أُريد أن أعرف منكِ ماذا الذى تريدين أن نبدأ به هل تُريدين السفر إلى مكاننا المُفضل فور زواجنا أم نذهب لجميع الأماكن التى ذهبنا إليها معًا وشهدت ميلاد حُبنا ولكنى أُفضل أن نبقى معًا ونعوض ما فاتنا.

فردت عليه هدى باستغراب: هل قال لك الطبيب شيئًا هل سيحدث لى شىء!

خالد: لا تقولى ذلك يا حبيبتى فسنحيا سويًا دائمًا.

هدى: إذا ما السر وراء ذلك التخطيط!

خالد: لأنى أُحبك ومن كثرة لهفتى عليكِ أُريد أن أحيا كل شىء معكِ.

هدى: إذن فالنسافرإلى مكاننا المُفضل.

خالد: سوف أحجز فورًا، أراكِ على خير يا حبيبتى.

هدى: أراك على خير يا روحى.

(بعد انتهاء حفل الزفاف)

خالد: لا أُصدق ما أرى هل أنا بحلم؟حبيبتى أمامى بعد كل هذه السنين!

هدى: بل أنا لا أصدق فكم تمنيت هذه اللحظة ولكنى أشعر بالخجل من نفسى.

خالد باستغراب: لماذا تقولى ذلك؟

هدى( بانكسار): لأنى مريضة وسأُحملك ما تطيق ما ذنبك أنت فى ذلك و... فقاطعها واضعًا يده على فمها وأخذ يُقبل يداها بنهم ثم نظر بعينها وقال: لا تقولى ذلك يا حبيبتى انتِ أنا وإذا كنتِ ستتألمين فيجب أن أتألم مثلك تمامًا.

هدى (بحب): أنت أجمل شىء حدث لى بهذه الحياة وأتمنى أن أُسعدك طوال حياتى.

قال خالد بلهفة: هيا بنا يا حبيبتى لنعيش أجمل لحظات حياتنا.

هدى بخجل: هيا يا حبيبى.

(بعد مرور وقت كبير)

هدى: هيا يا خالد استيقظ فاليوم هو يوم زفاف ابنتنا.

خالد: أشعر بسعادة عارمة لأن ابنتنا ستتزوج.

هدى( بضحك): لا أُصدق أن الله منحنى كل ذلك العُمر لأرى ابنتى تتزوج، وأنا من كُنت أتوقع أننى سأموت قريبًا.

خالد: أُريد أن أقول لكِ سرًا

هدى: ما هو؟

خالد: عندما تزوجنا قال لى الطبيب أنك لن تعيشى كثيرًا وربما يكون يوم واحد ولكن الله أنعم على بأن أطال فى عمرك وأسأل الله أن يطل فى عمرك وصحتك يا حبيبتى.

هدى باستغراب: هل كنت تعلم أنى سأموت وعلى الرغم من ذلك تزوجتنى!

خالد:هل تسألينى بعد كل هذه السنوات، انتِ روحى ونفسى.

هدى: وأنت أيضًا يا نعمة الله على.

خالد بتأثر: دعكِ من هذا الآن وهيا بينا لنستعد.

هدى: هيا يا قلبى، ولكنى أشعر أنك لست بخير؟

خالد(بألم): أنا بخير.

هدى(بقلق): أنت لست بخير فالعرق يتصبب منك .

خالد(بألم): أشعر أن قلبى سيتوقف .

هدى (ببكاء): سأتصل بالطبيب حالًا.

خالد(بأنفاس مُتقطعة): دعك من هذا الآن، أشعر أن أجلى حان، أُريد أن أقول لكى أنى تمنيت أن أحيا معكِ يوم فقط ولكن الله جعلنى أحيا معكِ حياتى بأكملها، احبك يا أغلى من نفسى، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وفارق الحياة.