الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مصر وخدمات التعهيد.. الفرصة الدائمة

مصر وخدمات التعهيد.. الفرصة الدائمة

يعرف التعهيد Outsourcing على قيام الشركة أوالمؤسسة بالاستعانة بمؤسسة أوشركة أخرى للقيام ببعض الأعمال الخاصة بها، ولهذا التعهيد عدد كبير من الفوائد منها أن الشركة الأصلية تتعاقد من الشركة الثانية من خلال ما يطلق عليه اتفاقية مستوى الخدمة Service Level Agreement ،والتى تحتوى على مجموعة من مؤشرات القياس Key performance Indicators (KPI’s) تنظم العلاقة بينهما وتسمح للشركة الأولى أن تحصل على المستوى المقبول لضمان استمرارية أعمالها طبقًا لنظام محدد.



التعهيد يمكن الإشارة إليه من خلال المثل الشعبى «شراء العبد ولا تربيته» ففى هذه الحالة لا تقع أى مسئولية على الشركة الأصلية مما قد تتعرض له فى حالة قيامها بكل المهام بنفسها،فلا هى مسئولة عن استقدام الموظفين ولا تدريبهم ولا تحفيزهم ولا إثابتهم أومجازاتهم كما لا تقع مسئولية الأجهزة والأنظمة الفنية ولا أسلوب إدارة العمل الداخلى ككل، تتلقى الشركة الأصلية الخدمة بدون أى مجهود فى تلك المجالات، امر مشابه لمن يقوم باستخدام إحدى شركات نقل الركاب بدلًا من شراء سيارة خاصة للانتقالات وما تشمله من أعمال تراخيص وصيانة وانتباه أثناء القيادة وخلافه. التعهيد يتم فى عالم المؤسسات فى العديد من المجالات حتى أن بعض الشركات الكبيرة لانجد لها هيكلًا تنظيمًا كبيرًا ولاعددًا كبيرًا من الموظفين أيضًا حيث يمكن لها التعاقد من خلال أسلوب التعهيد على تلقى الخدمات المالية والقانونية وخدمات تكنولوجيا المعلومات والانتقالات والدعاية والإعلان والتسويق والدعم الفنى وغيرها من خلال شركات متخصصة وتقوم الشركة بالتركيز فى مجال عملها الرئيسى.

وبالرغم من المميزات المتعددة للتعهيد إلا أن أهم عنصر فى نجاح تلك العملية هوالاختيار المناسب Selection للشركات الأخرى، وفى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وصل التعهيد إلى مستويات كبيرة وغير مسبوقة منها على سبيل المثال قيام وزارة الدفاع الأمريكية بالتعاقد مع شركة مايكروسوفت لاستخدام خدمات الحوسبة السحابية ليدها عام 2019 من خلال عقد قيمته 10 مليارات دولار لمدة عشر سنوات لاستضافة أغلب الأنظمة وقواعد البيانات الموجودة لديها بدلا من إدارتها داخليا وهوالعقد الذى تم إلغاؤه عام 2021 وإسناد تعهيد خدمات الاستضافة إلى كلٍ من شركتى مايكروسوفت وأمازون معًا.

 

الموقف فى مصر واعد جدًا فمع تطوير البنية الأساسية لشبكات المعلومات وشبكة الأنترنت ومراكز الاتصال ومع وجود أعداد كبيرة من خريجى أقسام تكنولوجيا المعلومات بالجامعات والمعاهد المتخصصة وكذا أيضا إنشاء عدد كبير من الجامعات التكنولوجية الجديدة التى تركز على علوم تحليل البيانات والذكاء الاصطناعى وكذا أيضا مبادرات شباب وأشبال مصر الرقمية وغيرها من المبادرات المتميزة التى تقوم عليها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وأيضا البيئة التشريعية الحديثة فى مجال التشريعات الرقمية والتكنولوجيا المالية وغيرها، أصبح لمصر ميزة تنافسية كبيرة فى خدمات التعهيد فى المجالات التقنية والمصرفية والمالية ومجالات تحليل البيانات وباقى المجالات الصناعية الأخرى وهى مجالات تضاف إلى الميزة التنافسية الجغرافية بحكم موقع مصر الجغرافى فى منتصف العالم والذى سمح لها منذ سنوات عدة أن تتميز فى مجال خدمات التعهيد الخاصة بالدعم الفنى ومراكز الاتصال وهوما تمت بلورته فى فبراير الماضى من خلال إطلاق استراتيجية مصر الرقمية لصناعة التعهيد (2022-2026)، وذلك بمشاركة أكثر من 120 شركة عالمية ومحلية حيث تستهدف الاستراتيجية مضاعفة حجم الصادرات من منتجات وخدمات تكنولوجيا المعلومات العابرة للحدود بنحو ثلاثة أضعاف، وتقديم حزمة حوافز جديدة لجذب الاستثمارات، وتعزيز تنافسية مصر فى مجالات البحث والتطوير وخدمات القيمة المضافة بما يساهم فى تسريع نمو اقتصاد المعرفة.

للاطلاع على استراتيجية مصر الرقمية لصناعة التعهيد من خلال الرابط https://itida.gov.eg/English/Reports/Lists/Reports/Attachments/2/Destination_Guide_EGYPT.pdf