الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الرئيس خلال جلسة العدالة الاجتماعية والصحة بمؤتمر «حكاية وطن»: مشتقات البلازما مشروع قومى عملاق ينعكس إيجابيًا على صحة المواطنين

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس جلسة «العدالة الاجتماعية والصحة»، ضمن فعاليات اليوم الثالث من «مؤتمر حكاية وطن.. بين الرؤية والإنجاز»، المنعقد بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة، وعدد كبير من ممثلى المجتمع بأطيافه المختلفة والخبراء والمتخصصين فى شتى المجالات.



وفى مستهل فعاليات الجلسة، تم عرض فيلم تسجيلى عن الإنجازات التى حققتها الدولة فى قطاع الصحة، خلال السنوات التسع الماضية، التى عملت الدولة خلالها على توفير خدمات صحية كبيرة لمواطنيها، حيث قامت بتطوير برنامج علاج فيروس «سى» وبعد نجاح التجربة، تم انتقال التجربة للقضاء على عشرات الأمراض المزمنة.

وأشار الفيلم التسجيلى، إلى أنه فى عام 2018 أطلقت مصر مبادرة «100 مليون صحة» التى استطاعت فى أقل من خمس سنوات الكشف عن 92 مليون مصرى، لتشخص وتعالج ملايين المرضى بالمجان.

وأوضح الفيلم التسجيلى أنه تم اطلاق أيضًا 14 مبادرة وبرنامجا صحيا بتكلفة أكثر من 30 مليار جنيه، لافتًا إلى أنه تم ويجرى تنفيذ 135 مشروعًا لإنشاء ورفع كفاءة المستشفيات وتطوير منظومة الإسعاف ومراكز طب الأسرة بتكلفة نحو 100 مليار جنيه، كما أوضح أن الدولة المصرية اهتمت بتوطين صناعة الأدوية وقامت بإنشاء مدينة الدواء بالخانكة لتحقيق الاكتفاء الذاتى، وكذا تطوير الكوادر البشرية من أطباء للممرضين.

ونوه بأن مصر أطلقت أيضًا مشروع التأمين الصحى الشامل وهو أكبر مشروع قومى للصحة فى مصر بتكلفة 120 مليار جنيه، مضيفًا أنه تم تقديم 28 مليون خدمة طبية فى 6 محافظات.

ولفت الفيلم التسجيلى إلى أن الدولة المصرية استطاعت تخطى وباء كورونا بتكلفة وصلت 30 مليار جنيه، وتم توطين صناعة اللقاح فى وقت قياسى، لتصبح مصر أول دولة فى الشرق الأوسط تتوصل إلى لقاح لفيروس كورونا بأيد مصرية 100%، مبينًا أنه تم إطلاق مبادرة «100 يوم صحة» فى يونيو 2023 فى كل محافظات مصر، حيث قدمت حتى الآن 35 مليون خدمة صحية لجميع المواطنين فى كل أنحاء مصر.

وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن مشروع إنشاء مصنع لإنتاج «مشتقات البلازما»، سيسهم بشكل إيجابى فى تحسين الصحة العامة للمواطنين، كاشفًا عن أنه تم الاتفاق مع إحدى الشركات العالمية، للانتهاء من إنشاء المصنع فى عام 2026، جاء ذلك فى مداخلته خلال كلمة الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، بجلسة «العدالة الاجتماعية والصحة» ضمن فعاليات اليوم الثالث لمؤتمر «حكاية وطن.. بين الرؤية والإنجاز»، بالعاصمة الإدارية الجديدة.

وقال الرئيس: «لقد حاولنا سابقًا إنشاء هذا المصنع وطلبنا مساعدة الشركات العالمية المتخصصة للتعاون معنا، وتواصلنا مع جميع الجهات المعنية بهذا الشأن ليخرج المشروع وفق الأسس والمعايير الدولية، ولم يحدث ذلك، وجاءت جائحة كورونا بتأثيراتها على العالم وأحدثت تغييرات، وكانت فرصة لبدء التفكير فى تشكيل خريطة عالمية جديدة يتم التعاون فيها مع مصر، وتم الاتفاق مع شركة عالمية ليدخل المصنع مرحلة التشغيل فى 2026».

وأضاف السيسى: «أن مشروع مشتقات البلازما هو مشروع قومى لمصر يتم وفق معايير صارمة جدًا تنعكس إيجابيًا على صحة المواطنين»، مشيرًا إلى أن المشروع يتم وفق المعايير الدولية المتقدمة ويتم اعتماده من شركة إسبانية متخصصة تحت إشراف دقيق وصارم، لافتًا إلى انه عندما تولى مسئولية وزارة الدفاع فكر فى مشروع «مشتقات البلازما» والدولة المصرية كانت قد فكرت فى هذا المشروع سابقًا ولم تنجح، وطوال الفترة الماضية نتحدث فى مجلس الوزراء وأقول لهم: «ضعوا الهدف وكونوا مُصرين حتى تحقيقه».

وتابع الرئيس: «أنه منذ عام 2012 ونحاول أن نخرج بهذا المشروع إلى النور، وآنذاك كل الشركات العالمية التى لها اسم بهذا المجال لم تتعاون معنا، ونحن واصلنا الاتصال بكل الجهات وبذل كل الجهد لتنفيذ هذا المشروع على أسس، وتكون لنا شراكة مع الشركة العالمية لتكون هناك مصداقية كاملة».

وأوضح السيسى، أنه حتى 2019/2020 لم نتمكن من تنفيذ المشروع، إلى أن جاءت كورونا بتأثيراتها وأحدثت تغييرًا فى الفكر العالمى لهذا الموضوع فكانت الفرصة متاحة، فعندما تجد تغييرات عالمية تحدث أمامك لا تترك فرصة الاستفادة منها، ووجدنا الناس تفكر فى تشكيل خريطة مختلفة وكانوا مستعدين للتعاون مع مصر، وتم الاتفاق وكنا نريد الانتهاء من «مصنع البلازما « فى 2024/2025، ولكن سيتم الانتهاء منه فى آخر 2026.

واستطرد الرئيس: «هذا الموضوع اعتبرته جزءًا من تصحيح العادات للمصريين لو استطعنا جعله مشروعًا قوميًا لإنتاج البلازما، لأن المعايير المستخدمة فى قبول العينات واستمرارها صارمة للغاية»، مضيفًا: «أن المواطن الذى يتبرع بالبلازما سيحصل على دخل من فكرة التبرع بالبلازما، إضافة إلى تحسين صحة المواطن، وأن التبرع يساعدنا فى الحصول على «الألبومين» والعناصر الأخرى التى تنتجها البلازما وتكون «صناعة مصرية».

وتابع السيسى: «أن اعتماد مصر على الحصول على البلازما بصناعة مصرية نجاح كبير، لأنها تؤثر على الصحة العامة للكثير من المواطنين»، مشيرًا إلى أنه مسار صحى محترم. وقال الرئيس: «إنه تم إنشاء 8 مراكز للبلازما، والمستهدف إنشاء 20 مركزًا فى المرحلة الحالية»، مشيرًا إلى وجود معايير للدول المتقدمة فى كيفية التعامل مع الشأن الصحى بشكل سنتعلم منه الكثير، لأنه يتم اعتماده من الشركة الإسبانية وتشرف عليه بشكل دقيق جدًا.

وأكد أن مصر بحاجة إلى 1.3 تريليون جنيه للمواطنين متوسطى الدخل وليس الدول مرتفعة الدخل، وأن مصر لديها 105 ملايين مواطن، لذلك تحتاج من 3 إلى 5 تريليونات جنيه، مؤكدًا ضرورة العمل الدائم حتى تستطيع الحكومة الحصول على ما تحتاجه لتلك التكلفة.

ولفت إلى أن نسبة اكتشاف الإصابة بمرض «سرطان الثدى» كانت 73% وانخفضت إلى 29%، وهى نسبة غير مرضية ويجب أن تصل إلى 0%، مؤكدًا أن الدولة تهدف إلى تعليم النساء الكشف المبكر عن المرض سواء من خلال المسح الطبى أو من خلال الكشف الذاتى من أجل الحفاظ على الحالة النفسية للفتيات، لأن الاكتشاف المبكر لهذه الأمراض يسهل عملية الشفاء وكذلك تفادى الأثر النفسى السيئ من اكتشاف المرض فى وقت متأخر، مشددًا على أولوية تخصيص برامج لتعليم العادات الصحية والرياضية، للمساهمة فى التوعية بهذه الأمراض والوقاية منها.

وأوضح الرئيس، أن الهدف من مؤتمر «حكاية وطن» وغيره من المؤتمرات هو توعية الجمهور بهذه الأمراض وخطورتها، وكذلك تفادى الأذى النفسى والجسدى للجميع، قائلًا: «يجب أن يعلم الناس لماذا نحن حريصون على أن يكون لدينا صناديق تجمع الأموال مثل صندوق تحيا مصر وصندوق هيئة قناة السويس واستثمار تلك الأموال والاستفادة من عوائدها»، مؤكدًا أن صندوق تحيا مصر يقوم بدور كبير جدًا، ولا نتحدث عنه كثيرًا، لافتًا إلى أن الرقابة على الصناديق ومنها تحيا مصر تحت إشراف مباشر لرئيس الجمهورية إضافة إلى الأجهزة الرقابية الأخرى.

وفى مداخلة للرئيس السيسى خلال الجلسة حول مشروع تطوير معهد ناصر، أكد أن معهد ناصر سيكون مدينة طبية عالمية مهما كانت التكلفة، مشيرًا إلى أن نجاح الفكرة لا يتم إلا بالفهم والإصرار على نجاحها وتوفير مقومات النجاح، مشددًا على أن الدولة تدعم كل ما يخدم الوطن.

وفى تعقيبه حول كلمة وزيرة التضامن، قدم الرئيس عبدالفتاح السيسى، الشكر للوزيرة، قائلًا: «بشكرك يا دكتورة نيفين.. وبقول للناس اللى ما تعرفش، الدكتورة نيفين شخصية فاضلة جدًا فى وزارة التضامن وتقوم بدور كبير.. بقلب وبرحمة كبيرة جدًا.. بحييها وكل العاملين فى الوزارة».

وأضاف الرئيس: «كل التقدير والشكر للجمعيات الأهلية التى تقوم بدور كبير قوى فى مجتمعنا.. واسمحولى بقول ده علشان ما حدش يسيئ للجمعيات دى جزء كبير من جهدها مبنى على الثقة.. الجمعيات الأهلية أجدر مننا فى ممارستهم مع المجتمع».

وطلب الرئيس السيسى، من وزير المالية، الدكتور محمد معيط، تعزيز المبلغ الخاص بدعم الأيتام من مليار و750 مليون جنيه سنويًا إلى 3.5 مليار جنيه، كما وجه وزيرة التضامن بصرف المعاش بشكل مستمر لأسر الضحايا المصريين الذين لقوا مصرعهم فى مدينة «درنة» الليبية.

وتابع الرئيس: «عندما يتم توفير الرعاية للطفل اليتيم، هذا يعد بمثابة طمأنة من المجتمع أنه إلى جانبه»، مشيرًا إلى أنه من 3 سنوات كان فى عدد من دور الرعاية محتاجة رفع كفاءة، وقلتلها بدون شك فى رعاية مناسبة من الدولة، ولكن يبقى أن الطفل الذى يتم رعايته وسط أسرة لديها كرم وعطف يمكن أن يحل المسألة ليست المالية ولكن نعطيه رعاية تخليه إنسان أكثر استواء.

وأضاف السيسى: كان فى قواعد صارمة فى رعاية الأطفال فى أسر بديلة، أحيانًا بنحط معايير تعطلنا، وناس بتقعد فى المكاتب تكتب معايير ولما نطبقها فى الواقع تخلى الفرص تتراجع بشكل كبير، فى ناس طيبة كثيرة وطالما مستعدين نشيل شرط المؤهل العالى.

وتابع: هل فى أسرة متوسطة التعليم أفضل أم فى دار رعاية، لا يمكن أن الرعاية التى يتم تكثيفها فى أسرة واحدة تتساوى مع دار رعاية وأنا شفت ده فى أمريكا، إذا لم نهتم بالطفل فى الوقت الحالى وهو طفل غدًا هيكون فى شاب أو شابة وكنت بحكى الكلام ده كفكرة للشيخ محمد بن زايد، قولتله فى نص فى القرآن فليكرموا اليتيم، وكأنه مطلب إلهى للأمة والمجتمع أنهم يهتموا باليتيم وقولته إنى قولت للدكتورة نيفين الكلام ده من سنة وهى غطست ومقبتش تانى.

وأكمل: أنا عارف الظروف كويس وبحكى للناس لكن اللى عجبنى أنه قال إنه هيعمل المشروع عنده فى الإمارات، الفكرة ليست فى طفل محتاج ولكن طفل نعطيه رعاية والمجتمع يقوله إحنا معاك فياخد أفكار، هل هنفضل مش معانا، وحتى لو هنفضل معناش لأجل خاطر الأيتام.

واختتم الرئيس السيسى تعقيبه بالتأكيد على ضرورة زيادة الجهد الإعلامى فى تغطية جميع قضايا الدولة، موجهًا كذلك بتنظيم احتفالات لتكريم وتقديم جوائز لأصحاب العطاء، الذين يقدمون بدون مقابل، مثل المتطوعين والجمعيات الأهلية ودور الأيتام.