الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الحكومة تشجع السينمائيين بمائتى جنيه!

الحكومة تشجع السينمائيين بمائتى جنيه!

ما أكثر المرات التى تعرضت فيها صناعة السينما إلى هجوم النقاد والصحفيين، وكان الهجوم عادة ينصب على سطحية وتفاهة بعض هذه الأفلام التى تفسد ذوق المشاهد الذى يراها فى دور العرض، فلم يكن التليفزيون قد ظهر بعد فى تلك الأيام!



ولم تسكت الحكومة وقتها وبذلت محاولات جادة للارتفاع بمستوى السينما المصرية، وهى محاولات مهمة رصدها الكاتب والناقد السينمائى «سعد الدين توفيق» فى كتابه «قصة السينما فى مصر» فيقول:

اهتمت الدولة بإقامة مسابقات السينما توزع فيها جوائز على المتفوقين من السينمائيين، وفى يناير سنة 1933 وزعت أول جوائز سينمائية وكانت قيمتها مائتى جنيه! وقد منحتها لجنة مراقبة التمثيل بوزارة المعارف للسينمائيين لأول مرة بعد أن كانت الجوائز فى السنوات السابقة تعطى لرجال المسرح فقط.

وجاء فى تقرير اللجنة إنها «قررت أن تمتد الإعانة فتشمل بعض الجهود البارزة فى الفن السينمائى المصرى وكانت نتيجة المسابقة:

خمسين جنيهًا لعزيزة أمير عن فيلم «كفرى عن خطيئك»، وخمسين جنيهًا لفاطمة رشدى عن فيلم «الزواج»، وخمسين جنيهًا لآسيا داغر عن فيلم «عندما تحب المرأة».

يشير سعد الدين توفيق إلى نقطة بارزة ومهمة ظهرت فى أفلام ما بعد الحرب العالمية الثانية، وبدا واضحا أن صناعة السينما تنحدر بسرعة مخيفة، واشتد هجوم الصحافة عليها وأصبح المتفرج المصرى المتعلم يخجل من دخول السينما، وقامت الحكومة بمحاولة لتشجيع السينمائيين على الارتفاع بمستوى أفلامهم فاقامت مسابقة للسينما بين الأفلام التى عرضت فى موسم 1950 و1951، وكانت لجنة التحكيم تتألف من توفيق الحكيم وعزيز أباظة ومحمد زكى عبدالقادر ومحمد حسن ومحمود الشريف.

وفاز أحمد بدرخان بجائزة الإخراج عن فيلمه «ليلة غرام»، ونالت فاتن حمامة جائزة أحسن ممثلة عن دورها فى فيلم «أنا الماضى»، ونال حسين رياض جائزة أحسن ممثل عن دوره فى «ليلة غرام».

أما جائزة أحسن دور ثانوى فقد فاز بها «عباس فارس» عن دوره فى فيلم «وداعًا يا غرامى»، وماجدة عن دورها فى ليلة غرام.

جاء فى تقرير لجنة التحكيم: «تشير اللجنة إلى أن إنتاج الفيلم السينمائى يستلزم معالجة الفكرة والحوار معالجة سينمائية، وهو ما يستلزم وجود فنانين يعرفون فى الخارج «بالسيناريست» وهؤلاء لا يكاد يكون لهم دور فى مصر!

وتغاضت اللجنة عن منح جائزة للموسيقى التصويرية؛ لأن كل الموسيقى التى قدمت فى الأفلام كانت مأخوذة عن أسطوانات لموسيقيين عالميين.

ولا تزال حواديت السينما تثير المتعة والدهشة.