السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
النحاس باشا يدافع عن «روزاليوسف»!

النحاس باشا يدافع عن «روزاليوسف»!

كان آخر ما يخطر على بال «روزاليوسف» شماتة بعض الصحف وسعادتها فى قضية مصادرة مجلتها.. ومن هذه الصحف التى لم تخف شماتتها صحيفة «الاتحاد» التى كانت تصدر مسائية، وفى عدد أول يوليو 1928وتحت باب الحالة السياسية اليوم كتبت عنوانًا غريبًا هو «هذيان محموم ومكابرة مهزوم» وعنوانًا آخر يقول «أكاذيب ومفتريات النحاس يدافع عن «روزاليوسف»، بكاؤه على حرية البرلمان التى قتلها».



ويذكر الكاتب الكبير صبرى أبوالمجد فى كتابه عن «محمد التابعى» نماذج من هذا الهجوم قائلًا: «تنزل جريدة الاتحاد إلى مستوى متدنٍ فتستخدم فى هجومها على الوفد الفاظ الرقعاء والمأفونين وخلطاء الصبية وشركاء المهازل» بكى النحاس باشا على حرية الصحافة فى خطبته التى ألقاها أمس على الهيئة الوفدية ذلك لأن الحكومة اتصل بها أن العدد المصادر من مجلة «روزاليوسف» يحوى أمورًا تعتبر ماسة بأعلى مقام فى مصر قد تكون من شأنها إثارة الخواطر.. و.. ويقول «النحاس» إن هذه المصادرة مخالفة للمادة 15 من الدستور ومخالفة لأبسط مبادئ الحرية ومخالفة للقانون، وإذا كان القوم قد أرادوا أن يمنعونا أن نتنفس فى برلماننا فهل يريدون ألا نتنفس فى صحافتنا؟!

هذا ما قاله النحاس وكان الواجب أن يقول غير النحاس باشا لأن الذى خالف الدستور ولم يراع هذه المادة هو شخص آخر يسمى «النحاس باشا» يوم كتب لوزارة المواصلات يطلب إلغاء امتيازات الصحف المعارضة لا لأنها ارتكبت ذنبًا أو اقترفت إثمًا وإنما لأنها صحف معارضة وكفى، ثم من العجب أن النحاس الذى كان يطوى تحت معطفه هذه المجلة ليواريها حماية لها ويختفى وراءها، قد ألجأه الزمن الجائر إلى أن يجعلها ضمن صحافته ويعلن ذلك على رءوس الأشهاد، بل اعجب من ذلك أن يقول هذا بعد أن علم أن رجال البوليس حين مصادرة هذا العدد القذر من هذه المجلة ضبطوا «التابعى» أفندى محررها معه، وهذا التابعى أحد موظفى سكرتارية مجلس النواب الذى حكمت عليه محكمة الجنايات بالأمس واستعملت الرأفة معه بوقف التنفيذ.

وتقول جريدة الاتحاد: إن جريدة الأهرام جلست للندب على حرية الصحافة كما تجلس «النايحة» المأجورة لتبكى بغير دموع، وأين كانت هذه الصحيفة و«نحاسها» يكتب لوزارة المواصلات وبدون حياء أن يلغى امتيازات الصحف المعارضة.

وقبل أن تختم صحيفة الاتحاد كلامها تسأل «ويصا أفندى واصف» رئيس مجلس النواب ما قوله فى موظفه «محمد التابعى» وقد ضُبط فى إدارة «روزاليوسف» مع الأعداد وسيق إلى حيث ذهبت تلك الأعداد، هل هو مدان أو غير مدان؟ وما هو رأيه فى الحكم الذى أصدره برئاسته بالبراءة ووصفوه إنه كان بالاجماع أيها الناس!

ومضت جريدة الاتحاد تقول عن النحاس باشا: وهل نريد من هذا الرجل الذى يندبون عهده ويبكون على ما مضى فى ذمة الشيطان من فساده وشره ما يدل على ما يعقله من خبل وما فى رأسه من خطل أن يرفع صوته بالشكوى والضجيج فيما يزعمه من اعتداء الوزارة الحاضر على حرية الصحافة لأنها علمت بمخالفات مدهشة للقانون فى عدد من الصحيفة النكراء التى يخرجونها باسم امراة لها ماضيها فى تمثيل أدوار المُجانة والخلاعة فى مثل روايات «عندك حاجة تبلغ عنها» و«خلى بالك من اميلى» وما شابه ذلك من مظاهر.

وتقول الاتحاد مدافعة عن قرار الحكومة: إن الهدف من مصادرة «روزاليوسف» منع انتشار آذاها بين القراء وحمايتهم من هذا العيب».

وللذكريات بقية!