الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عبرنا... انتصرنا

عبرنا... انتصرنا

هاتان الكلمتنان يعرفهما أبناء جيلى جيدا، كانتا من الكلمات الحماسية فى طابور الصباح بعد نصر أكتوبر المجيد، العبور المجيد، عبور اليأس والألم إلى النصر والكرامة، عبور خط بارليف الحصين وتحطيم أسطورة الجندى الإسرائيلى الذى لا يقهر والعديد من مصطلحات الحروب النفسية الإعلامية والتى اكتشفنا أنها لم تكن حقيقية على الإطلاق.



للأسف ما تزال تلك الحروب النفسية تمارس علينا وبضراوة، هذه المرة ليست بأيدى الأعداء فقط بل أحيانا بأيدى بعض من أبناء بلدى سواء بقصد أوعن قلة معرفة وقلة خبرة وضعف المعرفة بالتاريخ.

من المهم جدًا أن تتم قراءة التاريخ، كل التاريخ، ولا أكون مبالغا إن قلت: إننا نحتاج أن نقرأ تاريخ البشرية منذ اللحظة الأولى التى وطأت فيها قدم سيدنا آدم الأرض، لنتعرف على كيف سارت الأمور وكيف يتصرف البشر وما هى الدوافع والنوازع الإنسانية وكيف تتبدل وكيف تتغير، ولا يجب أن تتم دراسة ذلك بمنأى عن الأديان لكى نعرف أن الله موجود وأن نصره لأوليائه حتمى بالرغم من وساوس الشيطان ومكائد البشر.

تعمدت أن أنشر ذلك المقال بعد انتهاء الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر المجيدة، فيوم السادس من أكتوبر هو البداية ولكن الحرب استمرت بعد ذلك أياما وأيام وبها عشرات الآلاف من المواقف والحكايات والبطولات والانتصارات.

ولا يجب أيضا أن يتم فصل الحرب عن ما تلاها من معارك على مستوى الدبلوماسية المصرية مع العدو والتى لا تقل بأى حال من الأحوال عن بطولات الحرب وانتصاراته، فنحن دائما ما نقول إن الحرب هى الخيار الأخير بعد استنفاد كافة الخطوات الدبلوماسية الأخرى، وفى حالة نصر أكتوبر المجيد نرى كيف بدأ الأمر بالدبلوماسية وانتهى بها وكيف كانت النهاية.

نهاية شارك فيها وقادها الرئيس الراحل محمد أنور السادات بحكمة ورؤية وبعد نظر ربما يسبق عصره بعشرات السنوات على الأقل، والدليل ما حدث بعد ذلك.

 وبغض النظر عن الاتفاق أواختلاف البعض حول الآليات والأدوات فإن النتيجة جاءت كما نريد، عبرنا وانتصرنا وحررنا الأرض وقبل هذا كله أعدنا الكرامة والعزة والفخر إلى حيث يجب أن تكون وتستمر...إلى الشعب المصرى العظيم.

كل عام وأنتم بخير