كيف تدمر صحتك؟
فى الكثير من الأسئلة ذات الإجابات المتعددة خاصة تلك المرتبطة بالسعادة أو بما يرغب فيه الإنسان أو يفضله من النعم، نجد أن الصحة تظهر وبقوة على رأس القائمة دائما، فلا المال ولا الوظيفة ولا الطعام ولا الشراب ولا أى من الشهوات الأخرى يرتقى لمرتبة الصحة عند الغالبية العظمى من الناس خاصة من وصل إلى مرحلة النضج والفهم للحياة و متطلباتها.
فالصحة كما يقولون هى تاج على رءوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى ومهما كانت الحالة المرضية بسيطة فإن أى اعتلال يصيب الإنسان يجعله يراجع نفسه ويقارن حالته بما كان عليه حينما كان فى تمام الصحة وموفور العافية.
«المهم الصحة» هى عبارة تعزية شهيرة نتبادلها فى مواقف عدة للتسرية والتعزية عند التعرض لأى موقف سلبى، فمن يفقد وظيفته يقال له «المهم الصحة» ومن تتعرض سيارته لحادث مرورى أو يتعرض هو شخصيًا لخسارة المال أو أى نوع آخر من الخسارات فإن تلك العبارة تطفو على السطح لتعيد إليه هدوءه وتشعره بالأمل بأن أى خسارة خلاف الصحة ليست بالأمر الكارثى.
ظهرت عدة كتب للحديث عن الصحة وكيفية صيانتها ومحاولة البقاء سليمًا بعيدًا عن الأطباء أكبر قدر ممكن من الزمن قبل أن تداهمنا أعراض الشيخوخة الطبيعية كما تنبهنا إلى الممارسات التى قد تؤدى بنا إلى الإصابة بالاعتلالات والأمراض حيث يذكر دائمًا أن السمنة والتدخين وعدم تناول الطعام الصحى وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة والتعرض للضغوط والتلوث وشرب الخمور وعدم الحصول على القسط الكافى من النوم بالإضافة إلى الإفراط فى استخدام التكنولوجيا الحديثة خاصة الحواسب الآلية والهواتف الذكية وطول فترة التواصل مع الآخرين من خلال التطبيقات المتعددة مثل تطبيقات التواصل الاجتماعى أو مشاهدة التلفاز لمدد طويلة وغيرها الكثير حيث تكون الإشكالية دائمًا هى كيف نبدأ وبم نبدأ، هل نتوقف عن التدخين أولا أم نتناول طعامًا صحيًا أولا أم ما هو الترتيب الصحيح لتلك القائمة.
والحقيقة أن الأمر أبسط من ذلك بكثير ولا يستدعى كل هذه الحيرة فالبداية بالحركة هى المفتاح، الحركة من خلال ممارسة الرياضة الخفيفة فى البداية ولتكن مجرد رياضة المشى، تلك التى مارسها الأديب الكبير توفيق الحكيم فى إحدى فترات حياته حيث قابله طبيبه المعالج فى أحد الشوارع بالمصادفة وهنا أوقف سيارته وترجل منها خلف الأديب الكبير محييا إياه ثم أردف قائلا: «شكلك كده مش عايز تجيلى تانى».
الرياضة بالتبعية سوف تقلل من الاحتياج إلى التدخين ثم ستقلل من معدلات القلق والتوتر مما يسمح بنوم أفضل، كما ستقل الحاجة إلى أى نوع من أنواع المكيفات العادية أو تلك التى يعاقب عليها القانون، هذا بالإضافة إلى أن ممارسة الرياضة ستحدث باستقطاع وقت من الذى كان يتم قضاؤه فى الدخول على شبكة الإنترنت أو التعرض للأخبار السلبية كما أنها ستنشط الدورة الدموية وتحسن من الوظائف الحيوية للجسم وهو ما سينعكس على الذهن والعقل والحالة النفسية ويزيد ثقة الإنسان بنفسه. هيا بنا نمشى