الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سفيان ويسى أحد مؤسسى المهرجان فى حواره لـ«روزاليوسف»: دخلنا المدينة العتيقة بشكل غير معلن بالدورة الأولى

واجه سفيان ويسى وشقيقته سلمى ويسى تحديا كبيرا فى بدايات مشروعهم الفنى مهرجان «دريم سيتي» الذى لا يشبه مهرجانات كثيرة فى تونس والوطن العربي، عن تلك التحديات وفلسفة «دريم سيتي» الذى يطرق أماكن ومجالات غير تقليدية قال سفيان فى هذا الحوار:



■ كيف انطلقت فكرة المهرجان؟

- المشروع كان مجرد دعوة لى أنا وسلمى شقيقتى من طارق أبو الفتوح هو مصرى الأصل كان لديه مشروع «نقطة لقاء» يساعد من خلاله مجموعة من الفنانين المستقلين بالوطن العربى فى جميع المجالات كنا نسافر ونتبادل الخبرات الفنية بين مصر وبيروت ثم دعا وقتها أحد الفنانين المهمين من فرنسا «فيرى ليزن» جمعت فنانين من العالم العربى بيروت، تونس، والمغرب وطلبت أن يقدم كل منا مشروعه الخاص به كفنان كان لدينا مشروع أوسع عرضنا فكرة «دريم سيتي» أبهرتها فكرة الرغبة فى التعامل مع الأماكن المفتوحة دون حدود أو طبقية كل المواطنين معا فى مزيج واحد على اختلاف الثقافات والخلفيات الاجتماعية داخل وخارج تونس، نشأ المهرجان فى 2007 كانت فلسفته قائمة على بناء مساحة فنية مفتوحة فى حى شعبى وكل الطبقات مدعوة للحضور، نبنى مساحة اجتماعية جديدة تهدف بشكل أساسى لإلغاء كل الحدود.

■ حدثنا عن مراحل تطور المهرجان قبل وبعد الثورة؟

- المهرجان بدأ فى 2007 قبل الثورة أنا وشقيقتى خلفيتنا قادمة من الرقص المعاصر وبالتالى نحن نعمل على حرية الجسد فى الفضاء العام وحرية المواطن فى ملكيته للجسد بالمدينة، الأجساد المختلفة تتلاقى لبناء فضاء مشترك، ودور الفنان فى دريم سيتى بناء حياة وفضاء أقوى وأكثر ثراء فني، البداية كانت صعبة بدأنا بشكل يبدو خفيا بمعنى أننا جئنا للمدينة بطريقة غير معلنة لأن خلفيتنا مستقلة نحن غير تابعين للدولة وبالتالى كان من الصعب احتلال هذه الأماكن الأثرية والحصول عليها لتقديم مشاريع فنية داخلها كانت لدينا مشاكل فى البداية حتى نحصل على هذه الأماكن، فكرنا فى أننا لا نحتاج أموالا لأن الجسد حر لا يحتاج إضاءة أو خشبة مسرح الإبداع جاء من فلسفة حرية الجسد.. عندما تضع جسدك فى أى مكان ثم تبنى العرض من خلال المكان نفسه يمنحك الإيقاع والموسيقى من الطبيعة، كما أنه مختبر أكثر منه مهرجان يفتح الأفق للتلاقى بين الجمهور والفن، وكان همنا المواطن التونسى بالمقام الأول أن يشعر بالنبض والطاقة.

■ إذن كيف تمت الدورة الأولى؟

- قررنا الاستعانة بالأماكن الخاصة بالأفراد داخل المدينة بمعنى أننا كنا نعرض فى بيوت السكان أو المقاهى الخاصة بأصحابها، وبالتدريج وبعد أن شاهدت الدولة ما حققه المهرجان من نجاح وكيف قمنا بعمل ربط بين الأماكن التاريخية والفن أصبحنا اليوم نعرض فى المعهد الوطنى للتراث التونسى بينما فى بداية الأمر كان من الصعب دخول هذا المكان وأماكن أخرى عديدة. 

■ فى عرض «طيور» شاهدنا علاقة غريبة وغير متكررة بينك وبين الطيور فهى تطيعك وترقص معك..كيف بنيت هذه العلاقة؟

- العرض قائم على فكرة التمازج والتماثل.. الطير حر وبالتالى أتعايش معه بهذا المفهوم لا أروضه لكن لابد أن تجد الراحة والسلم النفسى فى ذاتك حتى يستقر الطير أو الحمام على جسدك، وهذا صعب للغاية لا أقوم بتربيتهم لأنهم أحرار لكننى أعيش معهم فى حرية بلا أقفاص، فلسفة «طيور» تقوم على علاقة الإنسان بالحيوان خاصة الطير، أنا وسلمى وهى شريكتى فى المشروع بالكتابة والتصميم أخذنا رمز الحرية كمحور للعرض بالكامل، انطلقنا من حروف كلمة «بيرد» ثم وضعنا هذه الحروف بالرسم على الأرض كل حرف له معنى ورمز الرمز هنا روحاني.

■ هل تضمن سيطرة تامة عليهما أثناء العرض دون احتمال أن تطير أو تخرج أحدهما بعيدا؟

- لديهما كامل الحرية فى ذلك، هما «شمس» و»تبريز» شمس الحمامة البيضاء سبق وأن غادرت جسدى أمس أثناء العرض ثم ذهبت وطلبت منها العودة استغرق هذا وقتا طويلا، لكن بينى وبينهم لغة من الصمت هى لغة طاقة أكثر منها شيء آخر ونوع من التمارين الطاقية أمارسه دائما فى التدريب معهم لكنه شاق ويحتاج لمساحة من الزمن.