حنفية التواصل الاجتماعى

لا تتسم تطبيقات التواصل الاجتماعى بالحيادية عند إتاحة رؤية المنشورات من قبل المستخدمين، بمعنى أنه ليس كل ما ينشر يراه الجميع أو لا يراه الجميع فى نفس الوقت، فالمنشورات التى يتفاعل عليها المستخدمون الطبيعيون أكثر تظهر إلى المزيد من المستخدمين مقارنة بالمنشورات التى لا تلقى أى تفاعل خلال الدقيقة الأولى من نشرها.

تقوم تطبيقات التواصل الاجتماعى من خلال الخوارزميات الموجودة بها بالتحكم فى درجة الوصول Reachability إلى المنشورات، كما تتحكم فى التوقيتات المناسبة لاختلاف درجة الوصول، بمعنى أن تطبيق مثل الفيسبوك يرى من تحليله لأنشطة المستخدمين أن التوقيت من العاشرة صباحًا وحتى الثانية ظهرًا، ومن السادسة مساءً وحتى العاشرة مساءً هما الفترتان اللتان تكثر فيهما أنشطة المستخدمين وعليه فإنه تقوم بزيادة معدلات الوصول.

تقوم تطبيقات التواصل الاجتماعى أيضًا بتغيير معدلات الوصول طبقًا لاهتمامات المستخدمين وما قاموا بالتفاعل معه من منشورات سابقة على اعتبار أن هذا يندرج تحت مسمى «خدمة العملاء» بإتاحة ما يهتمون به وإخفاء ما لا يهتمون به.

تشجع منصات التواصل الاجتماعى أيضًا المستخدمين على إنشاء محتوى خاص بهم وتساهم فى نشره وإتاحته لأكبر عدد ممكن من المستخدمين الآخرين مقارنة بما قد يقوم به المستخدمون من إتاحة منشورات مكتوبة بواسطة آخرين أو محتوى موجود على مواقع إلكترونية أخرى.

تزيد إمكانية رؤية المنشورات كلما كانت أقصر وتحتوى على كلمات جذابة وصور وفيديوهات مقارنة بالمنشورات الكبيرة والتى لا تحتوى على أى وسائط متعددة، كما أن تلك الإمكانية تزيد عند استخدام الهاشتاج خاصة إذا كان هاشتاج تم استخدامه فى منشورات كثيرة.

وبغض النظر عن النصائح الفنية السابق الإشارة إليها إلا أن الأمر ليس كذلك تمامًا وليس كذلك دائمًا، فتطبيق التواصل الاجتماعى يظهر بعض المنشورات عمدًا ويخفى أخرى، لأسباب ربما يكون بعضها سياسى أو عقائدى وفى أحوال أخرى أسباب اقتصادية ليحث المستخدمين على القيام بدفع مبالغ مالية لكى تصل منشوراتهم إلى أكبر عدد ممكن من المستخدمين سواء تفاعلوا عليها أم لم يتفاعلوا وفى جميع الأحوال لايمكن ولايجب أن يتم تقييم المستخدم أو الشركة أو الجهة طبقا لعدد التفاعلات على منشوراتها فقط فهذا الاعتبار بمفرده غير معبر عن الحقيقة فى الكثير من الأحوال.