الجمعة 19 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر تحسم الجدل وتنتصر للإنسانية

المساعدات مقابل إجلاء الأجانب.. ولا عبور من غزة إلى سيناء

رفضت السلطات المصرية السماح بدخول الذين يحملون الجنسية الأمريكية إلى معبر رفح، إلا فى إطار اتفاق أشمل، يخفف من وطأة المعاناة الإنسانية فى قطاع غزة مع دخول الحرب يومها التاسع.



وربطت مصر بين السماح بمرور الذين يحملون الجنسية الأمريكية إلى أراضيها واتفاق يشمل إدخال المساعدات إلى غزة.

وكان عدد من حملة الجنسية الأمريكية، ومعظمهم من الفلسطينيين، قد وصلوا إلى الجانب الفلسطينى من معبر رفح، حيث انتظروا هناك عدة ساعات، لكن هؤلاء عادوا أدراجهم مع تعذر دخولهم إلى المعبر.

وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتونى بلينكن، قد صرّح فى وقت سابق، بأن بلاده تسعى إلى إخراج الأجانب من غزة عبر معبر رفح، وقال مسئول كبير فى وزارة الخارجية الأمريكية إن الخطة تقضى بفتح المعبر من الظهر حتى الخامسة مساء أمس.

فى سياق متصل،  «لا عبور من غزة إلى مصر حالياً».. بتلك العبارة قطعت إسرائيل الشك باليقين، نافية كل ما أثير خلال الفترة الماضية عن ممر آمن عبر معبر رفح لخروج المدنيين أو عدد من المواطنين الأجانب.

فقد أكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلى أن أى عبور من قطاع غزة إلى مصر سيجرى بالتنسيق مع بلاده.

بعد أن حددت إسرائيل مهلة الإجلاء من شمال غزة بـ 24 ساعة أصدرت بيانًا جديدًا يعنى ضمنيًا تمديد تلك المهلة دون الإشارة إلى ذلك بشكل رسمى .

فقد حث المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاى أدرعى سكان شمال القطاع على المغادرة “فى الأيام الأخيرة” إلى جنوب وادى غزة، ما فهم على أنه تمديد لتلك المهلة، بعد تأكيدات أممية ودولية باستحالة نقل أكثر من مليون إنسان خلال ساعات من الشمال إلى الجنوب دون فتح شوارع آمنة أو وقف لإطلاق النار.

وقال أدرعى بتغريدة على منصة “أكس”: “إن الجيش الإسرائيلى سيسمح لسكان غزة بالتحرك عبر شارعين رئيسيين فى الفترة من الساعة 10:00 والساعة 16:00”.

كما شدد على أن هذا البلاغ مهم جدا لسكان غزة.

جاء هذا البلاغ الجديد أمس بعدما حث الجيش الإسرائيلي، كافة سكان شمال غزة على إخلاء منازلهم والتوجه جنوباً، وعدم العودة قبل إبلاغهم بذلك مؤكدًا أن عملية أمنية وشيكة ستنفذ فى القطاع دون تحديد ماهيتها.

بدوره، أعلن الكولونيل جوناثان كونريكوس، متحدث آخر باسم الجيش الإسرائيلي، أنه تم رصد “تحرك ضخم” لمدنيين فلسطينيين صوب الجنوب.

كما أضاف أن جنود الاحتياط الإسرائيليين فى التشكيلات العسكرية بمحيط غزة، يستعدون للمرحلة المقبلة من العمليات.

وأضاف الأميرال دانيال هاجارى قائلا «فيما يخص غزة، كل المعابر مغلقة، والحدود مغلقة، وأى تحرك أو عبور إلى مصر سيجرى بالتنسيق معنا وبالتواصل معنا».

كما أردف أنه «فى الوقت الراهن، لن يحدث هذا الأمر»، فى إشارة إلى فتح المعبر.

ميدانيا، ارتفع عدد القتلى فى غزة إلى 2215 بينهم 614 طفلًا على الأقل، وجرح أكثر من 8700، جراء القصف الإسرائيلى المكثف، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

أما على الجانب الإسرائيلي، فبلغ عدد القتلى 1400، بينهم نحو 240 جندياً وضابطاً، وبلغ عدد الأسرى الذين أخذوا من إسرائيل حوالى 150.

وأعلن الجيش الإسرائيلى أنه حدد لسكان مدينة غزة طريقين لمغادرة المدينة جنوبا لساعات محدودة، وهو أمر وصفته الأمم المتحدة بأنه «جريمة ضد الإنسانية».

وجاءت خطوة الجيش الإسرائيلى دون أن يعلن وقفا لإطلاق النار فى هذه المرحلة، وذلك بعد يوم من قصفه قافلة نازحين أودت بحياة أكثر من 70 شخصا، جلهم من النساء والأطفال، بحسب مصادر فلسطينية.

وقال الجيش الإسرائيلى فى بيان إنه سيسمح لسكان مدينة غزة باتجاه منطقة وادى غزة جنوبا، عبر شارعى صلاح الدين والبحر.

وأعلنت الأمم المتحدة أمس السبت أنه تم «تدمير أكثر من 1300 مبنى فى قطاع غزة جراء الضربات الإسرائيلية».

وأعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 1300 مبنى فى قطاع غزة دمرت، بعد أسبوع من قصف الاحتلال الإسرائيلى المركز على القطاع، رداً على هجوم حركة حماس غير المسبوق.

فيما قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلى مربع سكنى فى دير بلح وسط قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، معظمهم نساء وأطفال، وفقا لوزارة الصحة فى غزة.

وأضاف مكتب العلاقات والإعلام فى المحافظة الوسطى فى القطاع، من جهته، أن عشرات الجثث موجودة فى الشوارع وتحت الأنقاض بعد القصف.

ويواصل مستشفى شهداء الأقصى فى دير البلح استقبال العشرات من الشهداء والجرحى معظمهم أطفال.

على الصعيد نفسه، انطلقت قوافل شاملة للتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى وحياة كريمة، والتى تضم قرابة 106 قاطرات محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية تتضمن ألف طن من المواد الغذائية واللحوم و40 ألف بطانية بجانب مايزيد عن 50 ألف قطعة ملابس وأكثر من 300 ألف علبة من الأدوية والمستلزمات الطبية، وذلك لدعم الأشقاء فى فلسطين جراء أعمال العنف التى شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة تحت عنوان «مسافة السكة يا فلسطين».

فيما دعت وزارة الخارجية المصرية جميع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية الراغبة فى تقديم مساعدات لقطاع غزة، إلى إيصال تلك المساعدات لمطار العريش الدولي، مؤكدة أن معبر رفح مع القطاع ما زال مفتوحاً، كما أن مطار العريش فى شمال سيناء، على بعد نحو 45 كيلومتراً من حدود غزة، يستعد لاستقبال ثلاث رحلات مساعدات من قطر والأردن، لكنها لن تغادر المطار إلا بعد إنشاء ممرات إنسانية.

وأضافت أن مصر والأردن حصلا على تأكيدات من الولايات المتحدة بتسليم مساعدات لغزة دون تقديم تفاصيل.

كان الأردن قد أعلن إرسال أولى طائرات المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة، محملة بمواد طبية وأدوية، وقال إن الطائرة ستتجه إلى مصر، ومن ثم عبر معبر رفح إلى غزة، بالتنسيق مع السلطات المصرية، وقامت كل من الإمارات وتركيا بإرسال مساعدات أيضا.