الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
نحن والخوارزميات

نحن والخوارزميات

منذ فترة قصيرة لاحظ أغلب مستخدمى تطبيق التواصل الاجتماعى الشهير«فيسبوك» نوعًا من الركود والهدوء وقلة الحركة والنشاط فيما يرونه من منشورات وكذا أيضًا فى حجم التفاعل على ما ينشرونه على صفحاتهم مقارنة بذى قبل، اعتقد البعض أن الأمر شخصى، أى أنه عائد لأسلوب تفاعلهم أو لتوقيت نشرهم للمحتوى أو أسلوب نشر المحتوى وهى كلها أسباب منطقية ومعروفة لديهم، فللمنشورات توقيتات تكون أكثر ظهورًا لأعداد أكبر من الأصدقاء منها الفترة من العاشرة صباحًا حتى الثانية ظهرًا ومن السادسة مساءً حتى العاشرة وهذا منطقى فتلك هى فترة الذروة للاستخدام وعليه فإن أى منشور فى هذا الوقت سيراه أعداد أكبر من أن تنشر شيئا فى الثالثة صباحا، هذا بالإضافة إلى أسلوب عرض المحتوى واختصاره وجعله جذابا من خلال الصور والألوان والعناوين البراقة الجاذبة تمامًا مثلما يفعل الصحفى فى ترويسة الجريدة أو الخبر.



ولكن ومع كل تلك الاعتبارات ما تزال نسب التفاعل على المنشورات متواضعة وهو ما حذا بالمستخدمين إلى الشك فى الخوارزميات المستخدمة فى عمليات الإتاحة والوصول Reachability وفى محاولة بائسة للسيطرة على تلك الخوارزميات ومحاولة إعادتها إلى سابق عهدها من النشاط انتشر منشور يشرح الموقف ويناشد من يقرؤه بالتفاعل وإعادة نشره على صفحته الشخصية كما يلى: تنويه هام:

أصدقائى الأعزّاء، مؤسف أن الكثير من التدوينات لأصدقاء تضيع رغم أهميتها لأن الفيس حدّد عدد الأصدقاء، هناك أصدقاء لم أعد أرى تدويناتهم إلا بالبحث عنها! من أجل رؤية منشورات جميع الأصدقاء لابدّ من تعديل خوارزميّة الفيسبوك.

لذلك قرّرت تعديلها، وفيما يلى كيفيّة تجاوز نفس الـ25 صديقًا من الفيسبوك الّذين يقرؤون لك عدّة مرّات:

أطــلــب مــنــك إذا قــرأت هــذه الـرّسـالـة أن تـتـرك لى تـعـلـيـقًـا سـريـعًـا ولـوكـلـمـة واحـدة فـقـط مـثـل: مـرحـبـًا.. شـكـرًا.. أوما تريد قوله، وسيتمّ نشره فى ملفّ أخباري.

فيسبوك يرينى فقط الأصدقاء الّذين يختارهم هو، ولا نحتاج الى فيسبوك لاختيار أصدقائنا، ويمكننا تجاوز سياسته للضّبط والتّحكّم.انسخ هذا النّصّ وألصقه على حائطك حتّى تتمكّن من الاستمتاع بمزيد من التّفاعل مع جميع جهات الاتّصال الخاصّة بك».

والحقيقة انه منذ اللحظة الأولى لظهور هذا المنشور والذى انتشر انتشارا مهولا على أغلب الصفحات الشخصية للمستخدمين، فإن التفاعل على هذا المنشور كان كبيرا ربما اكبر من المعدلات الطبيعية للتفاعل على المنشورات قبل التضييق الأخير، الكل تفاعل والكل شارك والكل أعاد النشر معتقدين أنهم بذلك سيستطيعون تعديل خوارزميات الفيسبوك مما يؤدى الى المزيد من الوصول إلى المزيد من الأصدقاء.

للأسف لم يحدث أى تقدم بعد النشر فالمنشورات العادية التالية له عادت إلى المعدلات السابقة تقريبا بلا أى زيادة، أما التفاعل المهول على هذا المنشور فيعود ببساطة الى أنه يلمس مشكلة يتعرض لها الجميع كما أنه يمس غريزة أساسية لدى البشر وهى حب الشهرة والظهور والقبول وهو ما اعتقد أنه يفسر كم الإقبال عليه فى محاولة للخروج من هذا التضييق الذى اعتقد أنه مرتبط بسياسة شركة ميتا الجديدة والتى ستتجه أكثر إلى الإعلانات المدفوعة ليصل المشنور إلى أكبر عدد ممكن من الأصدقاء وغير الأصدقاء أيضا.. سنرى.