الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سيناء والمخططات الخبيثة

سيناء والمخططات الخبيثة

منذ ثلاثة أعوام وأنا فى زيارات مستمرة إلى سيناء.. فى كل زيارة أشعر بعظمة هذه الأرض وأرواح الشهداء التى تفوح رائحة المسك من مواضع استشهادهم.. علينا أن نفتخر برجال مصر الذين حرروا هذه الأرض من أيدى العدو فى حرب أكتوبر 1973.. دعيت فى إحدى المناسبات القومية إلى احتفالية فى وسط سيناء، وتحديدًا فى مدينة نخل حضرنا تكريم بعض مشايخ سيناء من أهالى منطقة الشيخ زويد وصحراء وسط سيناء، وبعد انتهاء الحفل تحدثت مع واحد من كبار المجاهدين، الذين حضروا كل الأحداث العسكرية من 1967 مرورا بحرب الاستنزاف وحتى نصر أكتوبر 1973 وانتهاء بالسنوات الثلاثة الأخيرة التى بدأت فيها الجمهورية الجديدة فتح آفاق التعمير والبناء والتوطين فى سيناء.. هذا الرجل هو الشيخ بلال سويلم شيخ المجاهدين فى وسط سيناء، وقد حملنى رسالة، وطالبنى أن أكتب عدة مقالات فى هذا الشأن، والرسالة كانت تتلخص فى كلمات بسيطة، كنت للأسف لا أنصت فى الاستماع لها بتركيز شديد نتيجة الأحاديث الجانبية للبعض، وقيام شباب البدو بالتصوير مع المسئولين فى الحفل.. رسالة الشيخ بلال سويلم كانت «لابد من تعمير أرض سيناء بالمصريين»، هذا السطر من النصيحة الغالية لرجل أوشك على الثمانين من العمر هى تجربة على أرض الواقع فى كل أنحاء أرض الفيروز، فى وديانها وصحاريها من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب.. ويعلم الله أن حديث هذا الشيخ الطيب ظل فى عقلى ووجدانى طوال العامين الماضيين، وشاء الله أن أكتب عنه هذا الأسبوع، وأنا أشاهد على شاشات القنوات الإخبارية ما يدور من أحداث فى غزة والتحركات الأمريكية والغربية المساندة لقوات الاحتلال الإسرائيلى لضرب المدنيين العزل من الأطفال والنساء، فى وقت يتغنى فيه بعض المنظمات الحقوقية والإنسانية ويتشدقون بحالة حقوق الإنسان فى مصر. والسؤال أين أنتم من قتل الأطفال والمدنيين بقنابل عنقودية وصواريخ مجرمة ومحرمة دوليا؟ والإجابة أنكم أموات لا تعرفون شيئا عن الإنسانية والمبادئ الأخلاقية والأعراف الدولية المعنية بحقوق الإنسان.



أعود إلى حديث شاهد عيان على الأرض والتاريخ والأحداث عبر سنوات طويلة تصل إلى أكثر من سبعين عاما على أرض سيناء، هذا الرجل البدوى البسيط بلال سويلم الذى يكتب ويقرأ الواقع التاريخى على هذه الأرض المباركة.. حديث هذا الرجل العظيم لخص القضية فى عشر كلمات بسيطة.. هذا ما دعانى إلى البحث والاطلاع والقراءة بعمق شديد وربط الواقع الحالى بالأحداث الجارية، لكشف المخطط الصهيونى الرهيب الطامع فى أرض سيناء إلى يوم القيامة، لأنها المتنفس الذى ينبض بالحياة لدولة إسرائيل المزعومة فى الصناعة والزراعة والتوسع على حساب الدول المجاورة لحدودها، بل إن الأمر تعدى إلى أنها أصبحت مخنوقة فى تدريباتها العسكرية وأنشطتها الجوية خلال السنوات الأخيرة. 

إذا المخطط مستمر وكان يتردد على استحياء بين المصريين، ولكنه معروف وتحفظه أجهزتنا السيادية عن ظهر قلب، وشاء الله أن يظهر بوضوح خلال أحداث غزة الأخيرة، بل الأكثر من ذلك أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن تحدث عنه بصراحة واضحة وضوح الشمس، بأن الاحتلال يريد التوسع بدفع عشرات آلاف من الفلسطينيين لترك أراضيهم فى غزة والاتجاه نحو رفح المصرية، وأن ما حدث من عمليات التهجير عام 1948 وما بعدها، ومن الممكن أن يحدث ذلك عام 2023، وبالتالى تنتهى القضية الفلسطينية ويغلق ملفها إلى الأبد. 

إسرائيل أنشأت العديد من المستوطنات خلال الأعوام الأخيرة، وتحتاج إلى مزيد من الأراضى فى السنوات المقبلة نتيجة زيادة عدد مواطنيها القادمين من كل مكان فى العالم، وهذا ما يدعونا إلى النزوح بالملايين من أهل الوادى والدلتا والوجه القبلى، وبالتنسيق مع أجهزة الدولة المعنية، وحسب البرنامج الذى وضعه جهاز تنمية وتعمير سيناء لنملأ كل شبر من سيناء بأهلها من المصريين.. وأثق أن الدولة فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى صنعت الكثير من أجل خطة تنمية سيناء فى كل المجالات، والأنفاق الأخيرة خير دليل على ذلك، ولكن الوضع والمخطط رهيب ولا أريد الحديث عنه بتفاصيل أكثر من ذلك.

نريد بإذن الله تعالى بعد انتهاء الأزمة الاقتصادية التى نمر بها أن نتصدى بكل قوة للمخططات الرامية لتهديد الأمن القومى المصرى، خاصة فى سيناء الحبيبة مطمع الأعداء على مر العصور.. ومن هذا المنطلق ندين تلك المجازر الإسرائيلية فى حق الإخوة الفلسطينيين، وأن مصر لن تسمح بتهجير الفلسطينيين قسريا وتصفية القضية حسب ما تخطط له القوى المعادية لهذا الوطن. 

وستظل مصر وشعبها وقيادتها السياسية داعمة ومساندة للشعب الفلسطينى وللقضية الفلسطينية ورحم الله شهداءهم الأبرار.. تحيا مصر.