الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أصوات اللغات

أصوات اللغات

منذ عدة أيام انتشر خبر عن قيام إحدى شركات الذكاء الاصطناعى بتوليد أصوات عدد من اللغات القديمة وهى اللغات التى يطلق عليها أحيانًا اللغات الميتة أو البائدة أو المنقرضة أو المندثرة على اعتبار أنها لغات لا ينطق بها ولا يستخدمها أى إنسان الآن كلغة أولى وذلك للتفرقة بينها وبين اللغات الحية.



بالطبع تمر اللغة بأحداث وظروف تؤدى إلى اندثارها أو وفاتها فى النهاية منها بالطبع قلة عدد المتكلمين بها وهو ما يحدث لأسباب عدة منها إجبار أهل تلك اللغة على التخلى عنها بالقوة والتحدث بلغة أخرى أو يكون ذلك ناتجًا عن حملات إبادة أو تهجير أو تهميش وعزل للمتحدثين بها ما يؤدى فى النهاية إلى ذلك الاندثار.

اندثار اللغة أو وفاتها لا يعنى عدم القدرة على التعرف على مخارج الألفاظ ومعانى الكلمات فعادة ما توجد آثار أخرى مكتوبة أو منحوتة على جدران المعابد والصخور يتمكن خبراء اللغة من خلالها التعرف على أبجديات اللغة وأسلوب تكوين الكلمات ونطق الكلمات، أمر مشابه لحجر رشيد الذى اكتشفته الحملة الفرنسية على مصر عام 1799 واستطاعت من خلال مقارنة اللغات الثلاث الموجودة عليه وهى الهيروغليفية والديموطيقية واليونانية من فك الرموز والتعرف على اللغة الهيروغليفية بصورة كبيرة.

عودة إلى الذكاء الاصطناعى حيث نجد قناة على منصة اليوتيوب باسم Equator AI تستعرض كيف استطاع الذكاء الاصطناعى إعادة إحياء لغات قديمة والتعرف على أسلوب نطق الكلمات مرة أخرى حيث تستعرض القناة اللغة الإسكندنافية القديمة ولغة المايا اللاتينية والصينية الوسطى والإنجليزية القديمة واللغة اليابانية القديمة والكنيسة السلافية القديمة واللغة  المصرية الوسطية واليونانية القديمة والفينيقية والأكادية.

تشمل القناة أيضًا على عدة محاولات باستخدام الذكاء الاصطناعى لتوليد وجوه البشر فى تلك الحضارات اعتمادًا على رسومات الجدران والجثث والمومياوات.

وبغض النظر عن مدى دقة تلك التقنية ومدى قدرة المتخصصين على اكتشاف ذلك فربما يكون الأمر بعيدًا كل البعد عن ذلك الماضى البعيد ولكنها فى جميع الأحوال مواد جديرة بالمشاهدة.

بالطبع كنت مهتمًا بالتطلع إلى شكل المصرى القديم والحقيقة إننى شعرت بأن شكل هذا المصرى القديم معتادًا ومألوفا بصورة كبيرة رأيته على شاشة الحاسب الآلى ثم فى المساء غادرت المنزل للتجول فى القاهرة وهالنى أن رأيت آلاف يشبهون ذلك المصرى القديم.