الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التابعى يدافع عن نفسه!

التابعى يدافع عن نفسه!

كانت جريدة الاتحاد قد قررت أن تدافع عن كل تصرفات وقرارات حكومة محمد محمود باشا، وعندما قررت الحكومة مصادرة «روزاليوسف» سارعت جريدة الاتحاد إلى تأييد الحكومة قائلة: إن هدف الحكومة من مصادرة «روزاليوسف» هو منع انتشار آذاها بين القراء وحمايتهم من هذا العيب!



ولم تكتفِ «الاتحاد» بذلك بل هاجمت محمد التاعبى موجهة كلامها لرئيس مجلس النواب «ويصا أفندى واصف» قائلة: «ما قوله فى موظفه ـ التابعى ـ وقد ضبط فى إدارة «روزاليوسف» مع الأعداد وقد سيق إلى حيث ذهبت تلك الأعداد: هل هو مدان أو غير مدان. وهذا التابعى أحد موظفى سكرتارية مجلس النواب الذى حكمت عليه محكمة الجنايات واستعملت الرأفة معه بوقف التنفيذ».

فوجئ الأستاذ «محمد التابعى» وقرر أن يرد على تلك المفتريات، لكن المثير للانتباه أن رد التابعى لم ينشر فى جريدة الاتحاد بل نشره فى جريدة «كوكب الشرق الوفدية فى عدد أول يوليو 1928 وجاء فيه ما يلى:

حضرة الأستاذ الفاضل رئيس تحرير جريدة كوكب الشرق الغراء:

ذكر بعض الصحف أننى ذهبت مع السيدة «روزاليوسف» إلى المطبعة أثناء مصادرة البوليس لعدد مجلتها الأخير واشتركت معها فى الاحتجاج على هذا التصرف، والواقع أننى لم أذهب مع السيدة «روزاليوسف» ولم أشترك معها فى الاحتجاج وسواء كان هذا التصرف من جانب الحكومة قانونيًا أو غير قانونى فليست لى صفة تجيز لى الاحتجاج!

وإنما فقط اتصل بى المخبر فذهبت إلى المطبعة لاستطلع الأمر، وكان هذا بعد انصراف السيدة «روزاليوسف» من المطبعة ووجدت هناك ضباط البوليس الذين نفذوا الأمر الصادر إليهم بمصادرة عدد «روزاليوسف» الأخير، وتحدثت إليهم بصفتى أحد أصدقاء السيدة صاحبة الجريدة لا أكثر ولا أقل ولهذا أرجوكم أن تتكرموا بنشر هذا التصحيح!

وتفضلوا بقبول شكرى واحترامى، محمد التابعى الموظف بمجلس النواب.

وفى نفس العدد نشرت كوكب الشرق تفاصيل مثيرة عن مصادرة العدد تحت عنوان «محمد محمود ينفذ برنامجه فى سيدة.. جاء فيه:

لا تقل يا سيدى أن مصادرة أعداد مجلة «روزاليوسف» قبل أن يفرج عنها من المطبعة مصادرة لحرية الصحافة والفكر لأن ذلك يتنافى مع برنامج وزارة «محمد محمود باشا»، أجل لا تقل إن مصادرة مجلة من غير حكم قضائى لا يتفق مع أبسط مبادئ الحرية لأقدس أحكام الدستور.

لا تقل هذا! ألم تعد وزارة محمد باشا محمود بأن تأخذ الجميع من غير هوادة بالتزام ما رسمه القانون من الحدود.. وحد القانون كحد السيف لا يرحم، وحد القانون كحد الصحافة ماض يفعل ولا يتكلم ولكنهم واخجلناه، كان أول هدف لحد القانون سيدة من الجنس اللطيف!

وتتذكر «روزاليوسف» قائلة: إن حادث المصادرة هذا كان هو المناسبة التى عرفت فيها مصطفى النحاس أول مرة.

ولم تثنِ هذه المصادرة «روزاليوسف» عن خطتها، فقد تابعت حملتها العنيفة فى الدفاع عن الدستور والهجوم على الوزارة، ولقيت رواجًا كبيرًا حتى أصبح الناس يتلهفون على يوم صدورها وقابلت الحكومة هذا الإصرار بالعنف البالغ، فصادرت المجلة مرات وعطلتها مرة أخرى، وكانت الوزارة لا تصادر المجلة إلا بعد أن يتم طبع جميع النسخ حتى تكون خسارتها المالية كبيرة.

وللذكريات وكفاح «روزاليوسف» بقية!