الذكاء الاصطناعى والرقابة البشرية
يوما بعد يوم أتأكد من أن الذكاء الاصطناعى لم يصل بعد إلى المستوى الذى نخشاه أو نعتقد أنه سيصل إليه مثلما يطلق البعض لعقله العنان على الأقل فى المدى المنظور.
أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعى المجانية والتى تعمل بتقنية Chatgpt تشير فى صدر التطبيق إلى تحذير مهم مفاده أن بعضا مما يتم كتابته من أسئلة وما يتولد من منظومة الذكاء الاصطناعى من إجابات تخضع للمراجعة البشرية من أجل تحسين وجودة المخرج وعليه يجب الحذر عند الإدلاء ببيانات أو معلومات خاصة أو حساسة.
نص التحذير يقول: «قد يقوم المراجعون البشريون بمعالجة المحادثات الخاصة بك لأغراض الجودة. لا تدلى بمعلومات حساسة»، وهذا التحذير يفتح المجال لطرح عدد من الأسئلة منها: هل أنظمة الذكاء الاصطناعى ليست بالذكاء أو الكفاءة التى نعتقدها؟ هل هؤلاء المراجعون يقومون فعلا بالتأكد من جودة النتائج فقط أم يقومون بالتعرف على المستخدمين ويستخدمون تلك البيانات لأغراض أخرى مثلما يحدث مع محركات البحث؟ ما هى درجة كفاءة وعلم هؤلاء البشر ليتمكنوا من تقدير الجودة وهل هم أفراد متفرقون أم شركات متخصصة ولصالح من تعمل ولماذا؟ كيف يتم التصحيح من قبلهم وكيف يستجيد تطبيق الذكاء الاصطناعى له وهل تظهر نتائج التصحيح فى الإجابات التالية للمستخدمين الآخرين؟
الحقيقة أن سيل الأسئلة لا ينتهى وبغض النظر عن الاسترسال فى باقى تلك الأسئلة فإنه بالبحث وجد أن الأمر يتم من خلال تعاقد الشركة المالكة لتطبيق الذكاء الاصطناعى مع عدد من الشركات المتخصصة والتى تقوم بدفع فريق من الأشخاص المدربين على التطبيق والذين يتاح لهم مصادر البيانات التى يعمل من خلالها التطبيق من خلال محركات البحث حيث يقومون وبصورة عشوائية بانتقاء بعض المحادثات وقراءتها قراءة متأنية سواء الأسئلة أو الأجوبة التى يقدمها التطبيق ليتأكدوا من سرعة الاستجابة ودقة الإجابات ومدى شموليتها وأن الأسئلة والإجابات لا تتعارض مع سياسات الاستخدام من حيث المضمون أو التعرض لمجالات ضارة أو محظورة مثل التحريض على العنف أو الإرهاب أو إساءة التعامل مع الأطفال أو اضهاد الأديان أو الأقليات أو ما يتعلق بحقوق الإنسان.
يقومون أيضا باختبار قدرة التطبيق واقتراح مجالات يحتاج التطبيق إلى المزيد من البيانات والمعلومات عنه وكذا أيضا تطوير أسلوب تقييمه وتحليله لتلك البيانات وجودة الناتج المقدم منه.
الرقابة البشرية والقيادة والتوجيه والتحسين هى عمليات لم تكن لتلجأ إليها الشركات المطورة لتلك الأنظمة ما لم تكن قد استشعرت أن النتائج النهائية لا تزال أقل من المتوقع.
