الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تناجرا اليونانى الرومانى.. طين محروق بفن

إذا ذهبت إلى الإسكندرية وقررت زيارة المتحف اليونانى الرومانى الذى تم افتتاحه مؤخرًا، فلا بد وأن تقودك قدماك إلى فاترينة عرض بالتأكيد ستتوقف أمامها،حيث تحتوى على مجموعة كبيرة ومختلفة الأحجام لتماثيل تظهر فيها سيدات بمظهر أنيق كما يبدو عليهن..إنهن سيدات التناجرا.



سألنا د.ولاء مصطفى مدير عام المتحف عنهن، وقالت لـ«روز اليوسف»: تماثيل التناجرا نوع من تماثيل التراكوتا المشكلة من أنواع جيدة من الطين الذى يحرق بدقة عالية ويلون بألوان مميزة، وسميت كذلك نسبة لمدينة تناجرا اليونانية، حيث وجدت منها أقدم الأمثلة المعروفة، واكتشفت أكبر وأقدم مجموعة من التماثيل فى مقابر الإسكندرية المبكرة «الشاطبى، الحضرة، الإبراهيمية وغيرها». 

وترجع مجموعة الإسكندرية من تماثيل التناجرا فى معظمها إلى القرنين الرابع والثالث ق.م، وتصور نساء وبناتا وأولادا من المجتمع السكندرى، معبرة عن الحياة اليومية اليونانية بكل ما تتسم به من عفوية وحيوية، وصنع هذه التماثيل فنانون يونانيون غالبًا ما جلبوا لها الطين من اليونان، وبعد ذلك صنعها فنانون سكندريون ومصريون باستخدام الطين المحلى.

تظهر تماثيل السيدات فى أوضاع تقلد المنحوتات الرخامية كبيرة الحجم، ويقفن بملابس يونانية أنيقة وتسريحات شعر منمقة، ويضعن أحيانًا قبعة أو يغطين الرأس بالعباءة رمزًا لكونهن ربات منازل، وقد تحمل المرأة مروحة أو آلة موسيقية، وقد تحمل طفلها أو ترضعه.

وتعكس هذه التسريحات للشعر ولع سيدات المجتمع السكندرى الراقى بآخر وأحدث صيحات الموضة. 

خاصة ما يرتبط بشعر أفروديت ربة الحب والجمال والملكات البطلميات، ومن ذلك تظهر تصفيفة الشعر المعروفة باسم الشمامة، حيث يتراجع الشعر فى خطوط تربط من الخلف.

ويظهر الأولاد فى التماثيل بالملابس المقدونية خاصة الخلاميس والكاوسيا، وربما ذلك تأكيدًا على الأصل المقدونى، وبعضهم يرتدى ملابس الرياضيين أو المتعلمين، بينما تظهر البنات وهن يلعبن مع حيواناتهن الأليفة، أو يحملن ألواح الكتابة رمزًا لانخراطهن فى التعليم.