الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لماذا تكتب؟

لماذا تكتب؟

قبل أن استعرض الإجابات المحتملة على هذا السؤال أجد أنه من المناسب الإجابة عن سؤال آخر أكثر وضوحًا وهو «لماذا نقرأ؟»، حيث تتراوح الإجابات بأن القراءة هى وسيلة المعرفة واكتساب الخبرات والمهارات، كما أنها وسيلة للترفيه والتخلص من التوتر، كما أنها تحسن القدرات البلاغية وتساعد فى إطلاق الإبداع وتقوم بتحسين عمل الذاكرة وتسهم فى تطوير التفكير النقدى والموضوعى  فهى غذاء للعقل والروح معا وهما لا يقلان أهمية بأى حال من الأحوال عن غذاء الجسد إن لم يتفوقا عليه فى الأهمية.



أما عن أسباب الكتابة أو الإجابة عن سؤال «لماذا تكتب؟» فإن الإجابات قد تشمل أن الكتابة تساهم فى تثبيت المعلومات والأفكار كما أنها تساعد فى التخلص من التوتر وتساعد أيضا فى حفظ الأفكار وشذرات الفكر من الضياع أو النسيان من خلال تخليدها على ورق أو من خلال أى وسيط الكترونى عبر شبكة الإنترنت مثلا مع الأخذ فى الاعتبار درجات الحفظ والخلود لما تمت كتابته تبعا لنوع الوسيط ونوع الكتابة أيضا.

«لماذا تكتب؟» كان هو السؤال الذى طرحته صحيفة الليبراسيون الفرنسية منذ نحو أربعين عاما على أكثر من 400 من الأدباء والمفكرين والمبدعين بصفة عامة حيث أتت بعضًا من أشهر الإجابات كما يلى:

< نجيب محفوظ: لأجد جوابًا، ينبغى أن أعود إلى الماضى.  لماذا أكتب؟ للمتعة، لأرضى قوة غامضة، لا يوجد عامل خارجى دفعنى للكتابة. فيما بعد، أتت أسباب أخرى لتؤكد تلك الرغبة، رغبتى فى أن أكون مهمًا، فى أن أُكافأ من أجل النتاج، رغبتى بكل بساطة فى أن أكون مقروءًا. اليوم، ما عدت أميز بين الكتابة والحياة

< توفيق الحكيم: المهم فى تاريخ حياتى، هو أن كل فكر كان متعة بالنسبة لى.. أنا لا أكتب إلا لهدف واحد: دفع القارئ إلى التفكير. بعد مائة كتاب، ألاحظ أن أعمالى كانت غير مجدية

< يوسف إدريس: أكتب لأنى أحيا، واستمر فى الكتابة، لأنى أطمح إلى حياة أفضل

< الطيب صالح: أجدنى ميالًا إلى قول إنى لا أعرف تمامًا لمَ أكتب.. لقد اكتشفت كالكثيرين قبلى، أن الفن يبتلع الحياة، وأننا كى نلبى نداءه، يجب أن نتعرض بكليتنا لقدرٍ مخيف. ربما، هذا هو السبب الذى يجعلنى الآن أيضا، أحب التأكيد بأنى لست أبدًا كاتبا، وأنى لا أكتب بقدر ما يجب. متمنيًا بألا تلومنى آلهة الفن، وبأن أتمكن من متابعة طريق حياتى دون أن تسىء إلى، ممتدحها أحيانا، ولكن مستمرًا فى العيش ببساطة ودون مشاكل.

< محمود درويش: لم أعرف، دائما، لماذا أكتب؟ ربما لأننى مشغول بالكتابة منذ ربع قرن بإيقاع لم يسمح لى بالتساؤل عن جدوى هواية تحولت إلى مهنة، وإن كان من الممكن استبدالها بنشاط آخر.. وأيضا، لماذا أكتب؟ ربما لأنه لم تعد لى هوية أخرى، لم تعد لى محبة أخرى، وحرية أخرى، ولا وطن آخر

< صمويل بيكيت: هذا كل ما أجيده

< البرتو مورافيا: حين أكتب، أسعى، خاصة، إلى حل مسائل أدبية، أى إلى حل كل المسائل، وذلك لاعتقادى أن الأدب هو كل شىء. على كل حال، فأنا كحمار الحكاية الذى يتبع الجزرة المعلقة أمام أنفه. لهذا حين أُسأل: لماذا أكتب، أجيب عادة: أكتب كى أعرف لماذا أكتب

< جابرييل جارسيا ماركيز: اكتب لأنى اخشى الموت.