الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تراودل كوليكوفسكى

تراودل كوليكوفسكى

هذا ليس اسم أحد الأدوية المخدرة وليس اسم أحد زعماء الحزب الشيوعى فى أى من بلدان معسكر الشرق ولكن هذا اسم ممثلة ألمانية رائعة الجمال من أصل بولندى وُلدت فى التاسع من ديسمبر عام 1943.



ظهرت هذه الممثلة فى الفيلم المصرى الشهير «قنديل أم هاشم» بدور الفتاة الألمانية مارى التى أحبها بطل الفيلم «شكرى سرحان» ولهذه الممثلة الجميلة قصة مؤثرة وغريبة مفادها أنها نشأت فى أسرة مفككة شديدة الفقر ولم يكن أمام أخواتها إلا العمل فى مجال الدعارة إلا أنها اتجهت الى التمثيل وكان أحد أدوارها الأولى فى الفيلم المصرى السابق الإشارة إليه وتحكى القصة أن الفتاة أثناء تمثيل الفيلم تساءلت من هى ام هاشم التى يتبارك الناس بها فى الفيلم لدرجة وضع سخام-هباب-المصابيح الموجودة بضريحها فى أعين المرضى لكى يشفوا من الرمد؟ وهوما دفعها الى التعرف أكثر عن السيدة زينب بنت على بن أبى طالب.

تشير باقى القصة الى أن الفتاة سافرت إلى مصر بعد مغادرة فريق العمل بيومين وأنها فور وصولها استقلت تاكسي إلى مسجد السيدة زينب ثم ساعدها بعض المصريين فى الوصول إلى الفنان الراحل عبد الوارث عسر والذى ما أن قابلته حتى طلبت منه أن يساعدها فى الدخول للإسلام وهو ما تم بالفعل فى نفس يوم وصولها إلى مصر ثم استضافها بمنزله حيث اعتنت بها زوجته، ثم ما لبثت أن طلبت منهما أن تسافر الى مكة لأداء فريضة الحج وللصدف السعيدة أن الفنان وزوجته كانا قد عقدا العزم على أداء الفريضة فى نفس العام فاصطحباها معهما وبعد الانتهاء من أداء المناسك، انتقلوا الى المدينة المنورة حيث قبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - وما أن وقفت أمام المقام الشريف إلا وتحول وجهها إلى ضياء منير ثم رفعت يديها ونطقت بالشهادة ثم ماتت ودفنت بالبقيع.

القصة جميلة ومؤثرة وممكنة الحدوث إلا أن الحقيقة مختلفة تمامًا، فتلك الممثلة الحسناء والتى عملت فى العديد من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية منذ عام 1964 وحتى توقفت عام 1987، لم تدخل الى الإسلام  وما تزال حية، حيث انضمت عام 1983 الى حركة  نساء من أجل السلام وانتقلت للعيش فى برلين الغربية منذ عام 1984 ومارست العديد من الأنشطة الاستخباراتية خلال الفترة قبل سقوط حائط برلين.

هذه القصة وغيرها الكثير هى مجرد أمثلة على كم الزيف وخلط الأمور والأوراق الذى نراه مئات المرات يوميًا على شبكة الانترنت وهى أمور لا علاج لها إلا بزيادة الوعى واللجوء إلى التحقق من أكثر من مصدر والتحلى بالقليل من الموضوعية والعقلانية.