الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
القوى والسياسة تحمى السلام

القوى والسياسة تحمى السلام

التاريخ يسجل بأحرف من نور أسماء  كل هؤلاء الرجال الذين كتب الله عليهم أن يتحملوا مسئولية أمن واستقرار هذا الوطن. 



 

كنت من عشاق ركوب القطارات منذ عدة سنوات.. أشعر بالراحة عندما ألتقى مجموعة من الكادحين العاملين فى مهن متعددة بالقاهرة، إلى جانب طائفة أخرى من أهل المنوفية، يتقلدون درجات وظيفية عالية، يسافرون بالقطار يوميًا من عدة مراكز بالمحافظة إلى القاهرة.. يجلس فى العربة الأولى من القطار، الطبيب والمهندس والأستاذ الجامعى والصحفى، وبعض مديرى هيئات ومصالح متفرقة فى الدولة، إلى جانب الإخوة العاملين فى العتبة والفجالة والسبتية، وكلهم أصدقاء أعزاء أتشرف بأننى ما رأيت منهم شيئًا أكرهه. 

 

فى سبتمبر من عام ٢٠١٦  أكرمنى الله بأداء فريضة الحج، والتى استمرت شهرًا كاملًا فى الأراضى الحجازية، وبعد عودتى من أداء الفريضة أتذكر جيدًا كيف قابلنى هؤلاء الأصدقاء فى القطار بكل محبة وترحاب، لم يستمر هذا الترحاب طويلًا، وفى منتصف رحلة القطار إلى القاهرة فاجأنى سؤال من أحد الجالسين أمامى قائلًا: «يا أستاذ أنت لسه راجع من الحج وطبعًا لازم تقول كلمة الحق».. «احنا المفروض ناكل ونشرب ولا نسلح الجيش؟!. إجابتى على الصديق بأن تسليح الجيش المصرى بعد أحداث الربيع العربى فى المنطقة، والمخطط الرامى لهدم  الجيوش العربية كان واضحًا وصريحًا لكل من أنعم الله عليهم ببصيرة نافذة لما يدور حولنا فى المنطقة.. الرد على السؤال لم يعجب الصديق العزيز، وقام واقفًا تاركًا مقعده، ومن هذا التاريخ بداية أكتوبر ٢٠١٦ قاطعنى تمامًا، ولم يعد يتحدث معى وإذا شاهدنى فى عربة القطار انصرف إلى عربة أخرى حتى لا يقابلنى وجهًا لوجه.. بعد ما يقرب من ٧ سنوات على الأقل فاجأنى هذا الرجل باتصال تليفونى بالأمس يعتذر، ويطلب منى أن أسامحه بعد أن اقتنع بأن تسليح الجيش المصرى الذى قام به الرئيس عبد الفتاح السيسى عندما تولى المسئولية كان عملًا يستحق الإشادة والتقدير رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التى تعرضنا لها بعد ثورة يناير وفى سنة حكم الإخوان وحتى بداية ٢٠١٨.

 

الجيش المصرى من أقدم الجيوش النظامية فى العالم، حيث تأسس قبل أكثرمن 5200 عام، وكان ذلك بعد توحيد الملك نارمر لمصر حوالى عام 3200 ق.م.، قبل ذلك العام كان لكل إقليم من الأقاليم المصرية جيش خاص به يحميه، ولكن بعد حرب التوحيد المصرية أصبح لمصر جيش موحد تحت إمرة ملك مصر.

 

وأنشأ المصريون أول إمبراطورية فى العالم بفضل الجيش المصرى وهى الإمبراطورية المصرية.  كل الأحداث الجارية التى يشاهدها المصريون، والعالم فى غزة وهذه الإبادة البشعة التى يمارسها المحتل تؤكد أن البلاد التى تملك قدرة الدفاع عن أرضها وشعبها، يُعمل لها ألف حساب، والدول التى فقدت جيوشها لا شك  أرضها وشعبها يصبح مستباحًا. 

 

على جانب آخر يأتى صوت العقل، والحكمة والسياسة التى تحمى السلام فى عالم يموج بالتحديات الاقتصادية، والحروب المتفرقة فى الشرق والغرب.. من هنا انطلقت أعمال «قمة القاهرة للسلام» من العاصمة الإدارية الجديدة قبلة الشرق وأم المدن الذكية العالمية، وهذا قدر مصر على مدى ما يقرب من خمسة وسبعين عامًا من الزمان فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. 

 

من الآن يجب أن نفكر فى بناء غزة من جديد، وتقديم كل الدعم للإخوة الأشقاء من خلال صندوق عالمى لإعمار القطاع، والمدن التى ضربتها إسرائيل وقتلت أطفالها ونساءها وشبابها على مرأى ومسمع من العالم كله.. آن الأوان أن يتحمل المجتمع الدولى مسئولياته تجاه غزة وشعبها، وأن تصدر قرارات ملزمة للعدو الإسرائيلى وقادته بأن يحاكموا على كل جرائم الحرب والإبادة التى تعرض لها الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة. 

 

كلنا مع غزة الصامدة.. كلنا مع غزة لوقف المجازر الإسرائيلية.. كلنا مع غزة لتوصيل المساعدات الإنسانية لأهل القطاع.. كلنا مع غزة والفلسطينيين لبناء دولتهم بعد وقف إطلاق النار.. كلنا مع غزة من أجل القضية الفلسطينية.. كلنا فى مصر على قلب رجل واحد للحفاظ على كل شبر من أرض سيناء الحبيبة.  تحيا مصر