الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
العز بن عبدالسلام

العز بن عبدالسلام

هو أبو محمد عزالدين عبدالعزيز بن عبد السلام، مغربى الأصل، ولد فى دمشق فى سوريا عام 577هـ، وهو عالم دين مسلم سنّى على مذهب الأشاعرة وفقيه شافعي، الملقب بـ «عز الدين»، وسلطان العلماء، وبائع الملوك.برز فى زمن الحروب الصليبية، ولعل أبرز نشاطه هو دعوته القوية لمواجهة الغزو المغولى التترى وحثه الحكام ليقودوا الحرب على الغزاة، خصوصا قطز قائد جيوش السلطان عز الدين أيبك، كان العزّ بن عبد السلام جليلاً مهاباً حسن الصورة، منبسط الأسارير، متواضعاً فى مظهره وملبسه، وكان يحضر الأماكن العامّة والمجالس الرسمية بها. وقد خالط العزّ كبار دولة بنى أيوب التى أنشأها صلاح الدين فى الشام ومصر، وقصد العزّ فطاحل العلماء فى عصره، وجلس فى حلقاتهم، ونهل من علومهم، وتأثر بأخلاقهم، وتولى خطابة جامع بنى أمية الكبير بدمشق، وبعد خلاف.



وقع بينه وبين حاكم دمشق الملك الصالح عماد الدين إسماعيل من بنى أيّوب عندما 

سمح للصليبيين بدخول دمشق للتزود بالسلاح والطعام، رحل العز الى مصر.

وصل العزّ بن عبدالسلام إلى مصر سنة 639هـ، فرحّب به الملك الصالح نجم الدين أيوب وأكرم مثواه، ثم ولاّه الخطابة والقضاء، وكان أول ما لاحظه العزّ بعد توليه القضاء قيام الأمراء المماليك، وهم مملوكون لغيرهم، بالبيع والشراء وقبض الأثمان والتزوّج من الحرائر، وهو ما يتعارض فى نظره مع الشرع الإسلامى، إذ هم فى الأصل عبيد لا يحق لهم ما يحق للأحرار. فامتنع أن يمضى لهم بيعاً أو شراء، فشكوه إلى الملك الصالح الذى لم تعجبه بدوره فتوى العزّ، فأمره أن يعْدل عن فتواه، فلم يأتمر بأمره، بل طلب من الملك ألا يتدخل فى القضاء إذ هو ليس من شأن السلطان، وأدّى به إنكاره لتدخّل السلطان فى القضاء أن قام فجمع أمتعته ووضعها على حماره ثم قال: «ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها» إشارة منه إلى الآية القرآنية، ويرْوى أنّه تجمّع أهل مصر حوله، واستعدّ العلماء للرحيل معه، فخرج الملك الصالح يترضّاه، وطلب منه أن يعود وينفذ حكم الشرع.. فاقترح العزّ على الأمراء المماليك أن يعقد لهم مجلساً وينادى عليكم (بالبيع) لبيت مال المسلمين وعندما نصحه أحد أبنائه بألا يتعرّض للأمراء خشية بطشهم، ردّ عليه بقوله: (أأبوك أقلّ من أن يُقتل فى سبيل الله؟).

وبعد وصول قطز لسدّة الحكم فى مصر، وظهور خطر التتار ووصول أخبار فظائعهم، عمل العزّ على تحريض الحاكم واستنفاره لملاقاة التتار الزاحفين، ولما أمر قطز بجمع الأموال من الرّعية للإعداد للحرب، وقف العزّ بن عبدالسلام فى وجهه، وطالبه ألا يؤخذ شىء من الناس إلا بعد إفراغ بيت المال، وبعد أن يخرج الأمراء وكبار التجار من أموالهم وذهبهم المقادير التى تتناسب مع غناهم حتى يتساوى الجميع فى الانفاق، فنزل قطز على حكم العزّ بن عبدالسلام.  ترك العزّ تراثاً علمياً ضخماً فى علوم التفسير والحديث والسيرة والعقيدة والفقه وأصول الفقه، وكتباً فى الزهد والتصوف، منها: الفوائد فى اختصار المقاصد.تفسير العز بن عبدالسلام (تفسير القرآن). قواعد الأحكام فى مصالح الأنام، الإمام فى بيان أدلة الأحكام، ومن تلاميذه، ابن دقيق العيد، شهاب الدين القرافى، أحمد بن فرح الأشبيلى المحدث الفقيه، شرف الدين الدمياطى، أبوشامة النحوى الأصولى المؤرخ.

وتوفى العزّ بن عبدالسلام فى 10 جمادى الأولى سنة 660 هـ الموافق 1262م فى مصر. ويومها قال الظاهر بيبرس (الآن فقط دان لى حكم مصر).