السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
روزاليوسف..تاريخ طويل من الدفاع عن حرية الرأى

روزاليوسف..تاريخ طويل من الدفاع عن حرية الرأى

كانت السيدة «روزاليوسف» حريصة كل الحرص أن تتابع وتقرأ كل ما يكتب عنها وعن أزمة مصادرة مجلتها على يد حكومة محمد محمود باشا فى يوليو سنة 1928 وفوجئت «روزاليوسف» بجريدة الأخبار وكان يرأس تحريرها الصحفى «أحمد وفيق» بمقال ملىء بالغمز واللمز فى حقها فكتبت ردًا على هذا الكلام:



وقامت الجريدة بنشر الرد مع مقدمة غريبة ومريبة تحت عنوان «حرية الصحافة ومجلة روزاليوسف قالت فى هذه المقدمة: «زارتنا اليوم الممثلة البارعة «روزاليوسف» ودفعت إلينا بخطاب ننشره فيما يلى، وهذه أول مرة فى حياتنا نأتنس بلقائها، ولقد شعرنا عندما تجاذبنا أطراف الحديث بشىء من الإشفاق الممزوج بالمرارة، فإن شيئًا من شعاع البراءة قد لاح أمام أعيننا واندفع إلى قلبنا يسطر فيه أن هذه الممثلة التى ضربت بسهم فى فنها ثم هجرت المسرح للدخول فى الصحافة ما هى إلا أداة غلبانة يرتكب باسمها إثم ما يدون فى مجلتها من حثالات وقاذورات ونهش فى الأعراض ولقد ناقشناها فى مخالفة ما جاء فى هذا الخطاب من مغالطة ومخالفة للواقع فسكتت سكوتًا وأخيرًا أفضت إلينا بسر كتابة هذا الخطاب فازداد اشفاقنا».

ولما كنا لا نريد إلا إنصاف الدستور والحريات على اختلاف أنواعها فإننا ننشر فى سرور خطاب الممثلة البارعة وإلى القراء نصه:

القاهرة فى أول يوليو سنة 1928

حضرة الأستاذ الفاضل رئيس تحرير الأخبار أشكر لكم دفاعكم عن حرية الرأى واستهجانكم لاعتداء الحكومة على جريدتى وأغض عما سواه مما كتبتموه لأنى ممن يعتقدون أن الخصومة السياسية ليست دائمًا تراشقًا بالورود والريحان.

غير أنكم يا سيدى رئيس التحرير أخطأتم ـ عفوًا لا قصدًا طبعا ـ حينما نسبتم سبب مصادرة عدد «روزاليوسف» الأخير إلى احتوائه على أمور مخلة بالآداب العامة اللهم إلا إذا كانت جريدة الأخبار قد أصبحت ترى اليوم أن انتقاد سياسة الحكومة واتهام رئيس الوزراء بانتهاك حرية الدستور أمورًا تعتبر مخلة بالآداب العامة.

والذى أود أن أضعه اليوم تحت نظر حضرتكم وحضرات الصحفيين كافة هو أن اعتداء كالاعتداء الذى وقع «روزاليوسف» إنما هو اعتداء واقع على حرية الصحافة، وأن ما أشكو منه اليوم قد تشكون أنتم منه غدًا! وإنكم إذا كنتم فزعتم إلى حرية الرأى واستنصرتم زملاءكم الصحفيين يوم حرمتكم الوزارة النحاسية من منحة أو امتياز لم ينص عليه الدستور ولم يأت به قانون فأولى بأسرة الصحافة أن تفزع اليوم وأجدر بالأقلام أن تتناسى جميع الاختلافات الحزبية وأن تتضافر على دفع اعتداء قد يصبح بعد اليوم سنة ودينًا لكل حكومة لا ترضيها خطة صحفية حيالها.

أكرر شكرى لو تفضلتم بنشر كلمتى، «روزاليوسف».

وفوجئت «روزاليوسف» عندما قرأت ردها وسطور جريدة الأخبار عليها، بل أن جريدة الأخبار استمرت فى هجومها ونشرت عدة سطور تنال من «روزاليوسف» السيدة والجريدة، كان ذلك سببًا رئيسيًا للسيدة «روزاليوسف» أن تفتح النار على جريدة الأخبار ورئيس تحريرها الأستاذ «أحمد وفيق»

وللذكريات بقية!