الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تقـادم الدراسـات

تقـادم الدراسـات

دائما ما يوجد قسم اساسى فى أى دراسة جديدة وبحث أورسالة ماجيستير أو دكتوراه يطلق عليه مصطلح «الأدبيات السابقة» أو «مراجعة الأدبيات» Literature Review حيث يضم هذا القسم الأبحاث أو الدراسات السابقة التى تناولت جانبا أو أكثر من الجوانب محل البحث الحالي، أحيانا تكون تلك الدراسات تخص دولة أخرى وهنا يطلق عليها «تجارب الدول» وفى الغالب يتم انتقاء الدول المتشابهة فى الظروف من الدولة محل الدراسة وذلك نظرا لتشابه الظروف والملابسات والتحديات وباقى المعطيات الأخرى وهو ما يعضد أسلوب البحث ويؤكد أويسهم فى التأكيد على الفكرة الأساسية وأسلوب التناول.



والحقيقة أن الدراسات السابقة والاحصائيات السابقة تختلف درجة قدمها باختلاف العلم أوالمجال الذى يتم البحث فيه، فمن المعروف أنه لا تتطور كل العلوم بنفس الوتيرة، فعلى سبيل المثال فى المجال الهندسى لانجد الكثير من التطورات فى مجالات الهندسة المدنية مثل أعمال الانشاءات وتصميم الخراسانات مقارنة بالتطور الحادث فى مجالات هندسية أخرى كالمجالات الكهربائية خاصة هندسة الالكترونيات والاتصالات والبرمجيات وغيرها من المجالات المتقدمة كالأمن السيبرانى والذكاء الاصطناعى وغيرهما.

ونتيجة لذلك فإننى خلال الفترة القليلة الماضية تعرضت لمراجعة بعض من تلك الدراسات حيث وجدت أن الاستشهاد يتم بدراسات سابقة منذ عشر سنوات أواكثر وهنا وجدت لزاما على أن اتواصل مع أصحاب تلك الدراسات مبديا ملاحظات حول جدوى الاستشهاد بدراسات قديمة مثل تلك، فعلى سبيل المثال اذا اخذنا مجال دراسات التواصل الاجتماعى فإن دراسة صدرت فى أوائل الالفية الثالثة لن تكون مجدية أو مفيدة وجميعنا يعرف أن التطور الكبير حدث بالفعل بداية من العقد الثانى من هذا القرن، أما الدراسات المرتبطة بالأمن السيبرانى فإن دراسة اقدم من خمس سنوات مثلا لن تكون مفيدة على الاطلاق ولا يمكن النظر الى توصياتها بعين الاعتبار.

أما بخصوص الذكاء الاصطناعى فان الامر يصل من مستوى السنوات الى مستوى الشهور، فنحن حاليا نتحدث عن برامج معالجة النصوص مثل ChatGPT والذى ظهر واستخدمه الكثير من البشر بداية من الثلاثين من نوفمبر الماضى، فان دراسة فى ديسمبر الماضى لن تكون مفيدة لن يتم الاعتداد بها بعد تسعة أشهر من صدورها ويتعين النظر الى دراسات احدث لم يمر عليها اكثر من ستة اشهر على اقصى تقدير.