أنت بتستعمانى يا هرم؟
جملة شهيرة قالها الفنان محمود عبدالعزيز للفنان نجاح الموجى فى حوار بين «الشيخ حسنى» و«المعلم هرم» ضمن أحداث فيلم «الكيت كات» والتى تحولت إلى عبارة نستخدمها كثيرا للاعتراض والاستنكار لما يحاول البعض الإيحاء به أو إقراره كحقيقة اعتمادا على عدم قدرتنا على الرؤية أو اكتشاف تلك الحقيقة.
للأسف الشديد و مع انتشار تطبيق الذكاء الاصطناعى والمعروف بالـChatgpt والذى قيل إنه يسهل كثيرا فى عمليات البحث التقليدية على شبكة الإنترنت، فبدلًا من أسلوب البحث القديم والذى كان يتم من خلال محركات البحث الكثيرة حيث كنا نقوم بإدخال كلمة أو أكثر لتقوم تلك المحركات بالبحث فى المواقع الالكترونية وتخرج إلينا بعدد منها وهو ما يطلق عليه نتيجة البحث، حيث يبدأ المستخدم فى الدخول على تلك المواقع بصورة منفردة ويقوم بالبحث مرة أخرى عما يريد سواء من خلال استخدام محركات البحث الموجودة بتلك المواقع، أو البحث اليدوى من خلال قراءة ما يوجد بها وذلك للوصول إلى نتيجة نهائية مرضية أو شبه مرضية.
أما ما أشيع عن أن الأسلوب الجديد للبحث من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعى سيغنى عن البحث بالأسلوب التقليدى فإنه لم يصل إلى مستوى الدقة والإتقان التى يمكن معهما الاستغناء الكامل والعمل من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعى.
ببساطة لأن تلك التطبيقات عندما تقدم النتيجة النهائية فإنها لا تذكر المصدر الذى اعتمدت عليه فى صياغة الرد وحتى عندما نطلب منها ذلك كجزء من السؤال نفسه المطروح عليها فإن النتيجة لا تكون دقيقة دائمًا.
قمت بهذه التجربة عدة مرات فى عدد كبير من الأسئلة إن ذيلت السؤال بعبارة «مع ذكر المصادر أو عناوين المواقع الالكترونية التى استندت عليها فى صياغة الإجابة»، والمؤسف أن تطبيقات الذكاء الاصطناعى تقوم بالفعل بعرض نتائج وتضع بجوارها عددا من المصادر ولكن بالبحث داخل تلك المصادر بصورة دقيقة لا نجد دائمًا المعلومات أو البيانات أو الإحصائيات التى أشار التطبيق إليها وهو ما يجعل تلك المنظومة تتشابه مع ما فعله المعلم الهرم بالشيخ حسنى.
