حوار غنائى مع أم كلثوم
مع تغير الفصول خاصة عند الانتقال من فصل الصيف إلى فصل الخريف دائما ما أصاب بنزلة برد من النوع الثقيل التى لا يمكن مكافحتها إلا بتناول مجموعة متكاملة من الأدوية والعقاقير ويكون مؤشر الشفاء هو التعرق الشديد أثناء النوم تحت طبقات عديدة من الأغطية والبطاطين.
وفى الطريق للوصول إلى تلك المرحلة تناولت الأدوية المقررة فى المساء كالمعتاد ثم خلدت إلى نوم عميق ممتلئ بالأحلام والهلاوس وفى أحد تلك الأحلام شاهدت كوكب الشرق السيدة أم كلثوم فى حوار غنائى مع بعض من مطربى العصر الحديث أنقل بعضه إليك عزيزى القارئ بكل دقة كما يلى:
- ياصباح الخير ياللى معانا ياللى معانا، الكروان غنا وصحانا وصحانا.
- حبيبتى، أفتحى شباكك أنا جيت أنا واقف تحت البيت مش هعمل زيطة وسيط، وحشتيني.
- حب إيه إيه إيه، حب إيه اللى أنت جاى تقول عليــه، أنت عارف قبله معنى الحب إيه؟
- أنت معلمة فى الشياكة والأناقة نظرة منك أقوى طاقة واخذة جايزة فى اللباقة بنت ناس متعلمة.
- لسة فاكر قلبى يديلك أمان، ولا فاكر كلمة هتعيد إللى كان؟
- أنتِ النجمة البعيدة.. نقطة ضعفى الوحيدة.. حالة العشق الأكيدة.. أيوة من غير اندهاش.
- ماتصبرنيش بوعود وكلام معسول وعهود، أنا ياما صبرت زمان على نار وعذاب وهوان.
- يا روح قلبى، يا ساكنة عيونى والننى مفيش غيرك فى كل الدنيا يشغلنى بتفاصيلك.
- الحب كده وصال، ودلال ووصال، ودلال ورضا وخصام وأهو من ده وده الحب كده.
- بهوايا إنتى قاعدة معايا، عينيكى ليّا مراية يا جمال مراية العين.
- القلب يعشق كل جميل، واللى صدق فى الحب قليل، قليل وإن دام يدوم يوم ولا يومين، ولا يومين.
- بقولك دنا بحبك كلك، أنسى أنى احلك، دا أنتى ننى العين.
- هنا توقفت السيدة أم كلثوم عن الاستمرار فى هذا الحوار الغريب وسرعان ما أتى صوت موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب ليضع حدًا لتلك المهزلة قائلا :«أخى جاوز الظالمون المدى».
تأزم الموقف بصورة كبيرة بين الأطراف الواقفة على أطراف الحلم أو الكابوس الذى لم أستطع الهروب منه وازداد شعورى بالاختناق حتى تراءت لى مجموعة من الأشخاص قادمين بسرعة للوقوف مع عملاقى الزمن الجميل حيث تبينت من الوجوه الكثيرة كلًا من شادية وعبدالحليم حافظ ومحمد فوزى وفريد الأطرش وفايزة أحمد وسرعان ما انضم إليهم سيد درويش وصالح عبدالحى وزكريا أحمد وهنا عاد لى انتظام التنفس واستيقظت لأبدأ يومًا جديدًا فى المعاناة مع المرض والحرب ضد الجراثيم المحيطة.
