الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
السينما سهرة الأسرة المصرية!

السينما سهرة الأسرة المصرية!

خمس سنوات بالضبط استغرقتها مرحلة السينما الصامتة، ثم بدأت رحلة السينما الناطقة، وهى تعتبر ثورة رهيبة وخطيرة فى تطور السينما فى مصر.



ويرصد سعد الدين توفيق أثر تأثير الصوت فى أفلامنا بأكثر من نقطة مهمة ومنها على سبيل المثال:

تحول رجال المسرح إلى السينما، بعد أن أصبح المطلوب إلقاء حوار، فوجدنا يوسف وهبى وجورج أبيض وأحمد علام وفاطمة رشدى وزكى طليمات وعلى الكسار وحسين رياض ومحمود المليجى ونجيب الريحانى وغيرهم يلمعون على الشاشة!

دخلت الأغنية إلى الفيلم وكان هذا من عوامل الإقبال على الفيلم المصرى، فالمتفرج العربى يميل بطبعه إلى الطرب، وهكذا أصبح عدد كبير من المطربين نجوما سينمائيين مثل نادرة ومحمد عبدالوهاب وأم كلثوم ومنيرة المهدية وليلى مراد وأسمهان وفريد الأطرش ومحمد عبدالمطلب وسعد عبدالوهاب وغيرهم.

زاد إقبال المتفرج على الفيلم المصرى بعد أن أصبح ناطقا، فقد كسب هذا الفيلم جمهور المسرح وجمهور الطرب علاوة على جمهور جديد كانت الأمية تقف حائلا دون استمتاعه بالسينما، حيث كان المتفرج عندما يشاهد الفيلم الصامت المصرى أو الأجنبى يضطر إلى قراءة الحوار أو ترجمته التى تعرض على الشاشة، كما أصبح من الممكن أن يرتاد الأطفال تلاميذ المدارس الصغار دور السينما، وهكذا صارت السينما هى سهرة الأسرة كلها.

زاد إنتاجنا للأفلام فى كل موسم زيادة ملحوظة بعد أن أصبحت السينما ناطقة، من ثلاثة وخمسة أفلام فى الموسم فزادت فأصبحت ستة ثم 12 ثم 16 فيلما سنة 1935.

اقتنعت دور العرض وكان معظمها للأجانب بأن الجمهور يقبل على الفيلم المصرى، وكانت قبل ذلك تبدى شكها فى إقبال الناس عليه، وانتشرت دور العرض فى مدن الوجهين البحرى والقبلى وكان ذلك يرجع إلى أسباب عديدة منها عدم وجود مسارح بالأقاليم، وارتفاع ثمن جهاز الراديو فى أوائل الثلاثينيات، وتطور المجتمع وخروج المرأة المصرية.

تأثر المسرح المصرى بسبب إقبال الجمهور على الأفلام المصرية بعد أن أصبحت ناطقة واضطرت فرق تمثيلية كثيرة إلى إغلاق أبوابها بعد أن تحول أصحابها وأعضاؤها إلى السينما، فقد قام فوزى الجزايرلى وعلى الكسار ومنيرة المهدية وفاطمة رشدى ثم يوسف وهبى قاموا بحل فرقهم!!

ولهذا أنشأت الدولة فرقة مسرحية هى الفرقة القومية سنة 1935 كما أنشأت معهد التمثيل لكى ترعى فن التمثيل وتدعم المسرح وتحميه من منافسة السينما!

وتحولت المسارح إلى دور عرض سينمائى، وهكذا اختفى النشاط المسرحى فى شارع عماد الدين الذى كان شارع المسرح، وتحول إلى شارع السينما!

وللسينما حكايات!