السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حكاية رئيس التحرير المديون بأربعة جنيه

حكاية رئيس التحرير المديون بأربعة جنيه

لم تسكت «روزاليوسف» على بذاءة وتطاول جريدة الأخبار «ورئيس تحريرها الأستاذ «أحمد وفيق»، بل إنها لم تتوقع أن تصل الخصومة السياسية إلى هذا الحد من الإسفاف والتردى، وقررت أن تخوض المعركة.



وفى العدد 134 مكرر الذى صدر بدلًا من العدد الذى صادرته حكومة «محمد محمود باشا» نشرت مجلة «روزاليوسف» صفحة كاملة بعنوان «حامى حما الكرامة والشرف» أحمد وفيق محرر الأخبار، ثم عنوان آخر مثير هو «كفوف امرأة تنهال على قفاه».

وكتبت «روزاليوسف» تقول بكل شجاعة وحزم: «قد يجوز لكل أحد فى هذا البلد المنكوب أن يتكلم عن الكرامة وعن الشرف إلا أحمد وفيق أفندى رئيس تحرير الأخبار ولسان حزب المخدرات، فلو كان عدل السماء يسود عدالة الأرض لاستحق أحمد وفيق لكمة على أذنه كلما فتح «فاه» ـ فمه ـ بحديث الكرامة وشرف النفس والآباء!».

ولكننا نعيش فى زمن يباح فيه لمخلوق من طينة «أحمد وفيق» أحق الناس بكتابة تاريخه من «بدل البارات» يباح فيه لوفيق هذا أن يقاضى «مصطفى النحاس» و«ويصا واصف» من زعامات الوفد لأنهما فرطا فى شرف النيابة وامتهنا كرامة البلاد، ومن هنا أساء الاثنان إلى كرامته! أى كرامة «سى وفيق» بصفته أحد أفراد الشعب الذى بعث بهم إلى مجلس النواب!

ومضت «روزاليوسف» تقول: نحن لا نريد أن نتكلم عن «وفيق» وليس من دواعى الفخر عندنا أن تعلم الناس أننا نعرف «أحمد وفيق» أو نعرف شيئًا عن سجاياه الغر الحسان!

فلندع إذن زميلا له يتكلم عنه وكلاهما أعرف الناس بصاحبه! ولنعرض على قرائنا ما كتبه «سليمان فوزى» ـ صاحب مجلة الكشكول ـ عن حليفه وصديقه اليوم «أحمد وفيق» فى عدد الكشكول نمرة 72، وتحت عنوان «كفوف دينا لسكا» تعيد «روزاليوسف» نشر هذا المقال كاملا وقصة الاعتداء عليه بالضرب من صاحبة «بار دينا لسكا» وطرده من البار والسبب أنه مديون لها بأربعة جنيهات!

واكتفت «روزاليوسف» بهذه السطور الموجعة ورفضت نصيحة بعض أصدقائها بأن ترفع قضية ضد أحمد وفيق فقد كانت دائمًا تؤمن وتردد بهذه العبارة طول عمرها!

«لم أفكر يومًا فى أن أرفع أمرى إلى القضاء لأنتظر على يديه القصاص ممن أوغل فى إهانتى، لم أفعل ذلك ولن أفعله لا حرصًا على الأشخاص ولكن اعتزازًا بشخصيتى كصحفية تعرف لحرية الرأى قداستها، أننى اتألم ـ لا لما أوقعه القضاء بى ـ ولكننى أتألم كما تألم «قيصر» من قبل طعنة «بروتس»، وتبقى ضحكة رثاء ما برحت تردد فى صدرى أطلقها إلىّ من شرفونى بشماتتهم!!».

وتابعت «روزاليوسف» حملتها العنيفة فى الدفاع عن الدستور والهجوم على الوزارة ولقيت رواجًا كبيرًا حتى أصبح الناس يتلهفون على يوم صدورها.

وكانت «روزاليوسف» تستقى أخبارها من مصادر عليمة بما يجرى فى أمعاء الوزارة من المغص ولذلك كان لما تنشره أثر كبير فى اشمئناط الوزارة ولكن الدستور كان قد ألغى وبالغائه قام على الصحافة سيف لا يحرم، إذ أعيد العمل بالقانون القديم فى معاملة الصحافة وهو القانون الذى أصدره اللورد كرومر عام 1881 وفيه المادة (رقم 13) وهى مادة تخول للحكومة حق خراب بيوت الصحفيين من غير إحم ولا دستور! وبذلك استقبلت «روزاليوسف» عهدًا عجيبًا فى حياتها الصحفية!

وللذكريات بقية!