الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
إنذار حكومى لـ«روزاليوسف»!

إنذار حكومى لـ«روزاليوسف»!

«وأصبحت «روزاليوسف» المجلة الفقيرة التى لا تملك شيئًا من مقومات الصحف الكبيرة المجلة الأولى فى ميدان السياسة، وأصبح رجال الوفد يفخرون بها ويعتمدون على تأييدها» وأصبحت المجلة موضع فخر الجميع وبات الرجال الذين كانوا يخفونها منذ سنة فى جيوبهم يحملونها علنًا ويقرأونها على زوجاتهم وأولادهم.



هكذا تقول السيدة «روزاليوسف» عن مجلتها وتضيف قائلة:

 وقد بلغ من نجاح «روزاليوسف» فى ذلك الوقت أن جريدة «السياسة» التى كانت تنطق بلسان الأحرار الدستوريين وتناصب الوفد العداء، أطلقت على الوفد اسم «حزب روزاليوسف»، ولم يجد «مصطفى النحاس» فى هذه التسمية غضاضة، بل وقف مرة  يخطب فى حشد من أنصاره فقال «إنه يفخر بأن يكون الوفد حزب روزاليوسف المجلة المجاهدة الشجاعة التى لا تبالى بالاضطهاد..».

واستقبلت «روزاليوسف» عهدًا عجيبًا فى حياتها الصحفية كان أولى بشائر ذلك العهد إنذارًا تلقيناه من وزارة الداخلية وأمرنا بنشره على الرغم مما جاء فيه من تحية تعكر نهر النيل!

وفى العدد رقم 141الصادر فى يوم الثلاثاء 28 أغسطس سنة 1928نشرت «روزاليوسف» فى برواز صغير هذه السطور:

إنذار لـ «روزاليوسف» وزير الداخلية بعد الاطلاع على المادتين 12و14 من قانون المطبوعات الصادر فى 16 ديسمبر سنة 1881.

حيث إن مجلة «روزاليوسف» ما زالت تسن بفاحش القول ومنكر الأقاصيص والإمعان فى الكذب والاختلاق سُنة مزرية بشرف الصحافة مفسدة للأخلاق والآداب، قررنا:

المادة الأولى: تنذر مجلة «روزاليوسف».

المادة الثانية: على مجلة «روزاليوسف» نشر هذا القرار فى صدر أول عدد يصدر منها.

المادة الثالثة: على محافظ العاصمة تنفيذ هذا القرار، «وزير الداخلية: محمد محمود».

وفى نفس المكان والصفحة نشرت «روزاليوسف» ردها تحت عنوان «سمعنا وأطعنا.. غفرانك ربنا وإليك المصير».

وجاء فى ردها ما يلى:

كذلك أنذرنا وكذلك أنذر الكشكول فأما نحن فلأننا نسن بفاحش القول ومنكر الأقاصيص ـ يا ساتر! وبالإمعان فى الكذب والاختلاف! ـ يا حفيظ» سُنة مزرية بشرف الصحافة مفسدة للأخلاق والآداب، لطفك يا رب فى قضائك!

وأما الكشكول ـ مجلة سليمان فوزى ـ فلأن الوزارة لاحظت ـ عرضًا بالطبع ـ عليه فى .. بعض أعداده ـ الأخيرة فقط إسفافًا فى المهاترة ونزولًا فى مناهج النقد ومذاهب الخصومة ويجب أن تتنزه عنهما الصحافة، وهى كما كانت فى الكشكول قبل هذا البعض من أعداده الأخيرة.

ومضت «روزاليوسف» تسخر من الإنذار قائلة: الكشكول إذن له مطلق الحق بمقتضى هذا الإنذار أن يهاجم وأن يصول ويجول فى مناهج النقد ومذاهب الخصومة ما شاء، كما كان يفعل فى كل أعداده الأولى النظيفة الطاهرة، ولكن أليس من حقنا على وزارتها المحبوبة ومن حق الشعب على وزارته العزيزة أن تأمر الوزارة قلم مطبوعاتها أن يكتب للناس قائمة بأكاذيبنا حتى يفضح من أمرنا ما طالما سترناه، وحتى نتحاشى فى المستقبل الإشارة إلى شىء من هذه الأكاذيب إنقاذًا لشرف الصحافة المأسوف عليه من هذه السُنة المزرية التى أستنها له ظالمون.