السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عنتر ولبلب

عنتر ولبلب

يتذكر محبو الأفلام المصرية القديمة ذلك الفيلم الذى تم إنتاجه عام 1952 والذى تغير اسمه من «شمشون ولبلب» إلى «عنتر ولبلب» لأسباب غير مؤكدة بعضها يشير إلى أن شمشون هو أحد الشخصيات اليهودية الهامة فى التاريخ اليهودى وأن اعتراضات جاءت وأجبرت صناع الفيلم على تغيير الاسم بعد أن تم التصوير وهو ما يظهر جليا كلما نطق أحد الممثلين اسم «شمشون» وكيف تغير إلى «عنتر»، بعض الآراء الأخرى تشير إلى أن مواطنًا عاديًا يدعى شمشون اعترض على الاسم وقام برفع قضية ولذلك تم تغيير الاسم، وفى جميع الأحوال فإن الفيلم من الأفلام الخفيفة الممتعة والذى يظهر تحديا بين عنتر ولبلب على أن يقوم لبلب بصفع عنتر سبعة أقلام فى سبعة أيام متتالية وينجح فى هذا.



أما عن عنتر هذا العصر ولبلبه فهما رؤساء وأصحاب أكبر شركات التكنولوجيا والمتخصصين فى التواصل الاجتماعى والذكاء الاصطناعى وغيرهما، مارك زوكيربيرج وايلون ماسك واللذان قاما بتحدى بعضهما البعض عبر منشورات وتغريدات عبر التطبيقات المالكين لها على أن يقوما بنزال- شجار- علنى أو مباراة فى أحد فنون القتال خاصة أن مارك يتقن أحد الفنون البرازيلية وتدعى جوجيتسو كما أنه يقوم بممارسة رياضة قتال مختلطة تسمى MMA   وأن إيلون ماسك يتدرب أيضا على تلك الفنون وأنه يبلى فيها بلاء حسنا بالرغم من فارق السن الكبير بينهما (حوالى 13 عاما).

أصداء هذا النزال طالت العالم كله حتى أن بعض الأنباء تناثرت عن أن أحد وزراء الحكومة الإيطالية عرض عليهما أن يتم النزال فى الكولوسيوم وهو المدرج الرومانى العملاق والموجود فى منتصف العاصمة الإيطالية روما حيث كانت تقام الاحتفالات والمباريات الرياضية فى عصر الإمبراطورية الرومانية وهو ما نفته الحكومة الإيطالية بعد ذلك.

المباراة التى توقف الحديث عنها منذ شهر، عاد التذكير بها بعد إصابة مارك زوكيربيرج بتمزق فى الرباط الصليبى والذى أوضح أن الأمر قد تم نسيانه بالكامل، بالرغم من التوقعات والتكهنات حول النزال ومكانه وأسلوبه وتأثيرات فوز أحد الأطراف على الطرف الآخر ومنها أيضا التأثير على التطبيقات الخاصة بكل شركة وعدد المستخدمين لها ومدى الإقبال عليها وكذا أيضا القيمة السوقية للشركة وسعر الأسهم المطروحة.

سخافة الأمر دفعتنى إلى معاودة المشاهدة للفيلم القديم فالفنان محمود شكوكو والفنان سراج منير مازال عملهما معا مفعما بالبهجة التى نفتقدها اليوم مع تلك الأخبار الصبيانية الصادرة من إيلون ماسك ومارك زوكيربيرج، بالرغم من سيطرتهما على عقول ومشاعر أغلب سكان الأرض.