الجمعة 19 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى اليوم الـ34 من العدوان الإسرائيلى

البيت الأبيض: إسرائيل توافق على هدنة إنسانية ٤ ساعات يوميًًا.. وممران إنسانيان فى غزة

أعلن البيت الأبيض أن إسرائيل ستبدأ تنفيذ هدنة لمدة 4 ساعات يوميا شمالى قطاع غزة، للسماح للمدنيين بالفرار.



وأضاف أن «إسرائيل أبلغت الولايات أنه لن تكون هناك عملية عسكرية خلال فترات توقف القتال».

واعتبر البيت الأبيض أن «فترات التوقف فى القتال هذه خطوة فى الاتجاه الصحيح».

وأشار إلى «ممرين إنسانيين سيسمحان للسكان بالفرار من القتال فى غزة».

وأكد البيت الأبيض أنه «يجب إدخال المزيد من المساعدات لقطاع غزة»، مشيرا إلى أن «واشنطن تهدف لدخول ما لا يقل عن 150 شاحنة مساعدات إنسانية يوميا».

لكنه أوضح أن «الولايات المتحدة لا تزال قلقة من احتمال منع حركة حماس للمدنيين من الفرار».

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، إن إسرائيل ستعلن توقيت الهدنة قبل ثلاث ساعات.

وأضاف كيربى: «لقد أخبرنا الإسرائيليون أنه لن تكون هناك عمليات عسكرية فى هذه المناطق طوال فترة الهدنة، وأن هذه العملية ستبدأ اليوم».

نساء وأطفال ومسنون وأصحاب همم، يشقون طريقهم أميالا سيرا على الأقدام من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، فى مشهد أعاد للأذهان صور النكبة.

أما ميدانيا، فاشتدت حدة القصف الإسرائيلى لمناطق متفرقة فى قطاع غزة، موقعا مئات القتلى والجرحى، مع تقدم الدبابات إلى «قلب المدينة».

وعلى وقع القصف، فرّ آلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة، ومشوا أميالا سيرا على الأقدام عبر شارع صلاح الدين، وهو أحد الطريقين السريعين بين الشمال والجنوب فى غزة، على طول ممر الإخلاء الذى أعلنه الجيش الإسرائيلى، فى نزوح جماعى متزايد بسبب الغارات المكثفة التى باتت تستهدف إلى جانب المنازل، مدارس تابعة للأمم المتحدة تأوى نازحين.

وفى مقاطع فيديو تداولتها حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، قارن نازحون، الحركة الجماهيرية بـ«النكبة»، وهو مصطلح لطرد الفلسطينيين من مدنهم أثناء تأسيس إسرائيل فى أربعينيات القرن الماضي.

وفى اليوم نفسه، أعلن الجيش الإسرائيلى أن قواته باتت «فى قلب مدينة غزة»، ووزع لقطات مصورة لعملياته البرية، تظهر فيها دبابات وجرافات عسكرية، وهى تتقدم وسط مبان مدمرة بشكل شبه كامل.

وأظهرت اللقطات الجنود وهم يدخلون بعض المبانى التى خرقتها القذائف والرصاص، بينما تسمع أصوات انفجارات.

فى هذه الأثناء، وصل عدد الشهداء الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلى المكثف على القطاع، 10569، فيما بلغ عدد الجرحى و26475، وفق وزارة الصحة فى القطاع.

على وقع الحديث عن هدنة إنسانية مرتقبة، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، يجدد موقفه الرافض لأى وقف لإطلاق النار، ما لم يتم الإفراج عن الرهائن، وقال «أريد أن أنفى أى نوع من الشائعات التى تصلنا من كل الجهات، لأكرر بوضوح أمرا واحدا: لن يكون هناك وقف لإطلاق النار من دون الإفراج عن رهائننا. وكل ما عدا ذلك لا طائل منه».

فى المقابل، أكد المتحدث باسم كتائب القسام أبوعبيدة، فى كلمة مصورة، الأربعاء أن «ملف الأسرى حاضر والمسار الوحيد هو صفقة كاملة أو مجزأة للإفراج عن الأسرى».

وتزايدت فى الأيام والساعات الماضية، الدعوات العربية والدولية إلى وقف إطلاق النار، وهى فكرة لا تدعمها واشنطن التى تدفع فى اتجاه «وقف إنسانى» لإطلاق النار وتشدد على حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها.

فى طوكيو، أكد وزراء خارجية دول مجموعة السبع، دعمهم «هدنات وممرات إنسانية» فى الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس، من دون الدعوة إلى وقف إطلاق النار.

إلى جانب الموت والدمار الذى يحيط بسكان قطاع غزة، يعانى القطاع المحاصر من نقص كبير فى الماء خصوصا والمواد الغذائية والأدوية، فيما تستمر معاناة المستشفيات التى تحتاج الى الوقود.

وفى كلمة متلفزة له، شدد وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف غالانت، أنه «لن يسمح بدخول الوقود، ولا وقف لإطلاق النار من دون الإفراج عن الرهائن».

حذر جيمى ديمون رئيس مجلس إدارة بنك جيه بى مورغان تشيس، من أن الصراعات فى أوروبا (حرب أوكرانيا) والشرق الأوسط تهدد بإثارة أخطر أزمة عالمية منذ الحرب العالمية الثانية.

قال ديمون، فى مقابلة مع صحيفة صنداى تايمز البريطانية، إن الحرب الروسية فى أوكرانيا وحرب إسرائيل مع حماس جعلا العالم أكثر «خوفا ولا يمكن التنبؤ به»، وهذه التوترات الجيوسياسية خطيرة للغاية، ويمكن القول إنها الأكثر خطورة منذ عام 1938»، وهو نفس العام الذى ضمت فيه ألمانيا النازية أجزاء من تشيكوسلوفاكيا.

وقال ديمون، الذى يرأس أكبر بنك فى الولايات المتحدة، إنه سيكون من غير المجدى القلق بشأن الأسواق المالية عندما يكون العالم على حافة أزمة بمثل هذه الخطورة.

يجدر أنه هذه ليست هى المرة الأولى التى يحذر فيها رئيس بنك جيه بى مورغان من أن الصراع فى الشرق الأوسط يمثل تهديدًا للاقتصاد العالمى.

على الجانب الآخر، ذكرت الخارجية الفلسطينية فى بيان أن هذه السياسة الممنهجة بدأت بالفعل قبل أكثر من 75 عاماً لمحو الوجود الفلسطينى بمعناه الديمغرافى والسياسى.

وأشارت إلى أنه فى الوقت الذى يرتكب فيه الاحتلال جميع مظاهر الإبادة الجماعية والتطهير العرقى ضد المدنيين الفلسطينيين فى قطاع غزة، فإنه يصعد إجراءاته التنكيلية ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، ويفرض عليهم سلسلة طويلة من العقوبات الجماعية والتدابير العنصرية التى تشل حياتهم بالكامل، ويعتقلهم فى مناطق سكناهم بشكل جماعى ويمنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية والتنقل بحرية فى أرض وطنهم، ويتركهم لقمة سائغة لميليشيات المستعمرين.