الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مصر والقضية الفلسطينية

مصر والقضية الفلسطينية

فى الشدائد والأزمات التى تعرضت لها دولة فلسطين الشقيقة كانت مصر ولا زالت هى السند للأشقاء وقت المحن.. وعلى مدار الأزمة الأخيرة وما يتعرض له الإخوة فى غزة وقفت مصر كالجبال الراسية تدافع عن الأشقاء الذين يتعرضون لحرب بشعة وإبادة جماعية وسط صمت مريب من كل دول العالم. 



هنا فى القاهرة كانت خلية العمل العام التطوعى على أهبة الاستعداد بدون توجيهات من أحد.. هذه المنظومة التى تعتبر أهم روافد القوى الناعمة للدولة المصرية فى عصر الجمهورية الجديدة.. كانت تسابق الزمن من أجل تجهيز قوافل الإغاثة للأشقاء فى غزة.. الكل يتسابق فى ملحمة وطنية خالصة لله أولا ثم للضمير الإنسانى وخاصة فى مصر. 

وقدم التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى ملحمة بطولية فى العمل الإنسانى ودعم الأشقاء، وظهر ذلك منذ بدء الأحداث من خلال تداول صور المصريين على وسائل التواصل الاجتماعى وهم ينتظرون بالأيام من أجل توصيل المساعدات الإنسانية للأشقاء فى غزة، ولم تمر ساعات حتى اصطفت سيارات التحالف الوطنى المحملة بالمساعدات أمام معبر رفح البرى لإعانة الأشقاء الفلسطينيين فى أزمتهم، وهو ما يؤكد أن هذا التحالف الوطنى للعمل الأهلى يعمل باستراتيجية شاملة تجعله على أتم الاستعداد لجميع الظروف الطارئة والمواقف الإنسانية الصعبة التى من الممكن أن نتعرض لها أو تواجه الأشقاء حولنا. 

من خلال رصدى للأحداث والمتابعة اليومية للعديد من القنوات العربية ظهر مصطلح «قدمنا للقضية الفلسطينية» وعلى مر التاريخ وبالوثائق والمواقف التاريخية ودون شك أو بهتان فقد احتلت القضية الفلسطينية جزءا كبيرا من عقل القيادة المصرية والشعب المصرى منذ عام ١٩٤٨ وحتى هذه اللحظة. 

لا بد أن نكتب ونتحدث ونذكر المواقف التاريخية وما قدمته مصر وما بذلته بالروح والدم دفاعا عن القدس الشريف وأرض فلسطين المباركة وما تعرض له الفلسطينيون خلال السنوات الماضية.. بحمد الله مصر وشعبها وقيادتها السياسية حاضرون وأبدا لن يغيبوا بإذن الله. 

تزوير التاريخ وكتابته من جديد، لا يمكن أن يمحوا عزة وشرف هذا الوطن الضاربة جذوره فى عمق التاريخ منذ آلاف السنين.

أتذكر جيدا أساتذتى فى قسم التاريخ بجامعة الأزهر منذ عشرات السنين وهم يذكروننا بتاريخ فلسطين ورؤيتهم المستقبلية للمخططات الصهيونية والمحاولات المستمرة لطمس معالم المسجد الأقصى وعمليات تهويد القدس وما كان يقابلها من الجمعية التاريخية من مؤتمرات لتعريف الشباب فى الجامعة بتاريخ القدس قديما وحديثا من خلال الخرائط والوثائق التاريخية. 

الأسبوع الماضى كنت على موعد مع التاريخ داخل الجامعة العربية ضمن وفد رسمى لاتحاد الأدباء والكتاب العرب برئاسة المفكر الكبير الدكتور علاء عبدالهادى الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب وبرفقة وفد رفيع المستوى يمثل رؤساء الاتحادات العربية فى فلسطين والأردن وسوريا ولبنان والعراق وليبيا والجزائر، جاءوا تلبية للنداء العربى والعروبى لنصرة غزة الصامدة وفى إطار دعوة لمؤتمر طارئ دعت له القاهرة والأمين العام لاتحاد الكتاب العرب برئاسة مصر التى هى مركز ومحور المنطقة فى الثقافة والسياسة ولبى الجميع النداء من أجل نصرة غزة وشعبها العظيم، وهذا موقف من ضمن المواقف التاريخية لهذه الدولة المصرية العظيمة التى تمارس السياسية المرتبطة بالثقافة بشكل رفيع وعلى أسس من النزاهة والشرف. 

أكد الجميع خلال هذا اللقاء مع مساعد الأمين العام للجامعة العربية أن أهل الفكر والثقافة هم حملة مشاعل التنوير فى الوطن العربى وهم حفظة وسدنة التاريخ الفلسطينى وتاريخ القدس الشريف. 

المفكرون والمثقفون فى الوطن العربى يشهدون على أن مصر قدمت ولا زالت تقدم كل ما تستطيع من أجل القضية الفلسطينية ولا يمكن بأى حال من الأحوال إنكار الدور المصرى فى نزع فتيل الأزمة الحالية بين فلسطين وإسرائيل ووقف هذه الإبادة والانتهاكات العنصرية التى تمارسها إسرائيل منذ أكثر من ٣٥ يوما على غزة وأهلها دون تدخل من المنظمات الدولية. 

مهما حاول البعض المزايدة على دور مصر على الصعيد الإنسانى فى أزمة غزة سنكتب وسيسجل التاريخ أن المصريين ظلوا عشرات الأيام ينامون فى «الطل والعراء» أمام معبر رفح من أجل دخول الدواء والغذاء لأهلينا فى غزة، فضلًا عن الجهود الإنسانية التى قدمتها مصر من خلال فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين والإشراف على دخول المساعدات الغذائية والدوائية من دول العالم.

مصر حاضرة ولا يمكن أن تغيب عن قضايا وطنها العربى وخصوصا فلسطين وما يجرى فى غزة يتابعه كل مصرى غيور على عروبته ودينه ومقدساته الشريفة.. 

تحيا مصر